مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

في مديح المحبة .. نبيل بقطر «النبيل»

2024-01-05 11:53 PM - 
في مديح المحبة .. نبيل بقطر «النبيل»
محمود رمضان الطهطاوي
منبر

محمود رمضان الطهطاوى
في كتابه “ الصداقة والصديق” يذكر “ أبي حيان التوحيدي “ فيقول :” إني قلت لأبي سليمان محمد بن طاهر السجستاني : إني أري بينك وبين ابن سيار القاضي ممازجة نفسية،  وصداقة عقلية،  ومساعدة طبيعية،  ومواتاة خلقية. فمن أين هذا؟ وكيف هو؟ فقال: يا بني! اختلطت ثقتي به بثقته بي،  فاستفدنا طمأنينة وسكوناً لا يرثان علي الدهر،  ولا يحولان بالقهر،  ومع ذلك فبيننا بالطالع،  ومواقع الكواكب مشاكلة عجيبة،  ومظاهرة غريبة،  حتي أنا نلتقي كثيراً في الإرادات،  والاختيارات،  والشهوات،  والطلبات”.
حضرتني تلك الكلمات وأنا أحاول أن أرسم صورة لصديق ولج وسكن وأحتل مكانة لم يحتلها غيره في كياني وأعماقي.. أحاول بكل الطرق أن أتلمس بدايات معرفتي،  متي بدأت صداقتنا تنمو، وتثمر هذه  الشجرة الممتدة في عمق الصداقة والسابحة في فضاء المحبة  والإنسانية لتلقي بثمرها ووهجها.
ولم أفكر كثيرا في وصفه فأسمه يحمل صفته، و تعودت أن أناديه بالنبيل، وأحيانا بلبل، وهو نبيل في أخلاقه وصداقته ومحبته للجميع، وبلبل يصدح بالمحبة في حديقة الإنسانية لم تلوثه عكارة هذا الحصار من الصفات السلبية التي تطوق الإنسانية بكل نوازعها الشيطانية.
صديقي النبيل “ نيل بقطر “ ابن “ فرشوط “ تلك المدينة التي تقع في حيز محافظة “ قنا “ بصعيد مصر، نشأ فيها وترعرع ولم يغادرها،  وكأن شمس الجنوب بصهدها صهرته فلم يتبق منه إلا النقاء والجمال والمحبة والعطاء.
نبيل بقطر الإنسان الذي صاحبته وصاحبني منذ زمن لا أستطيع تحديده، ولا أعرف كيف ومتي تعارفنا وأبرمنا عقد الصداقة الأزلي بدون شروط مسبقة،  تتصدره الإنسانية في أسمي معانيها،  دون أن نوقع علي حرف،  فالذي كتب ووقع هي القلوب التي امتزجت والأرواح التي تلاقت،  أو كما قال التوحيدي” ممازجة نفسية،  وصداقة عقلية،  ومساعدة طبيعية،  ومواتاة خلقية.”  
هذا التمازج هو الذي  صنع الصداقة وصهرها،  ونبتت من خلاله تلك الشجرة العفية القوية التي تطرح محبتها و جمالها و صدقها.
هذا الشاب الذي يحمل بداخله قلب طفل عندما ينصرم هذا العام بكل ثقله وأوجاعه وندخل العام الجديد 2024 وفي شهره الأول يكون نبيل بقطر دخل في بداية ربيع العمر،  متخففا من الوظيفة،  حرا طليقا وقد سبقته لهذه البداية الجميلة بأعوام،  ليدخل في حياة جديدة يكون فيها أكثر عطاء،  وأكثر حرية،  وإن كنت مازلت غيرمصدقا إنه وصل لهذا العمر،  فمن يتأمله ويغوص في ملامحه سيجده شابا فتيا في الأربعينات و لايزيد.. أتم عليه نعمة الصحة،  والسعادة، والنقاء والعطاءوالمحبة.. وكل عام وأنت نبيل يانبيل. 
وحياة أجمل وأسعد بعد الستين.

مساحة إعلانية