مساحة إعلانية
محمود رمضان الطهطاوي
كلما شاهدت الطفل المعجزة (عمر محمد رمضان ) وهو واقف أمامنا بثقة يشدو بحرفية وهو يقدم لنا أشعار بأداء متميز ، تذكرت على الفور وتحضرني بقوة أم كلثوم وهو تشدو بالأطلال رائعة " إبراهيم ناجي " وألحان العبقري رياض السنباطي " وبالتحديد المقطع الذي تتجلى فيه وهو تحاول أن ترتفع من على خشبة المسرح لتطير في الفضاء وهي تقول : واثق الخطوة يمشي ملكا / فيه عزة وجلال وحياه/ عبق السحر كأنفاس الربى / ساهم الطرف كأحلام المساء " .
كل هذه الأوصاف يجسدها لنا الطفل الموهوب ابن (9) سنوات ، عمر محمد رمضان الذي يقف على خشبة المسرح بكل رهبتها ، وأمام الجمهور بكل ثقة ، يؤدي بفهم ، وتخرج الكلمات جزلة طيعة يعاملها برفق ولين ومحبة ، فتنساب بعذوبة مع حركاته وسكناته وجوارحه . عمر ضمن مجموعة رائعة تبناها نادي الادب بطهطا بمحبة، وراهن عليها وعلى المحبة رغم كل ما يحيط بنا من أوجاع ، وأماكن طاردة لكل موهبة ، ولكن تلك المواهب تدفعنا لتجاهل كل شيء وأن نمد أيدينا لهذه المواهب ونحن على يقين وثقة وقبلها إرادة وعزيمة أن هؤلاء الأولاد ، الأطفال قادمون بقوة يرسمون المستقبل من خلال أحلامهم وأمانيهم التي لا تتحقق إلا إذا فتحنا لهم كل النوافذ ، وكل الأبواب ، وكل الطرق لتنموا موهبتهم ، ويتحقق طموحهم ، فهم الطاقة الإبداعية التي سوف ترسم مستقبل مصر .
تحية لعمر وأسرته التي تمد له يد العون ، ولكل موهبة تريد أن تكون على خارطة الحياة ، ومازالت المواهب تطل علينا من شباك المحبة ، وسماء مصر المضيئة بهم .