مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
محمود رمضان الطهطاوي
القراءة هي المفتاح السحري للدخول في العوالم الحقيقية والخيالية، بالكتاب تطوف الدنيا بأسرها، وتدخل في أعماق التاريخ السحيق وتحلق في سماء المستقبل الرحب، القراءة هي مصباح علاء الدين الذي ينقلك إلي عالم الأساطير ويدلف بك إلي أرض الواقع، هي البساط السحري الذي يتجول بك في أي بقعة وأي مكان وأنت جالس مكانك، علي مقعدك فوق سريرك في غرفة نومك، والبشرية ولدت من جديد عندما اخترع الحرف، وبهذا الحرف/الكلمة سُجل لنا تاريخا، مازال شاهدا علي حضارات سادت وبادت، وقبل اختراع الحرف سادت حضارات وبادت وأصبحت مجهولة لنا، لأنها لم تعرف طرق الكتابة، الكتابة كانت مهمة لها قيمتها لما تضيفه للبشرية، وكان المصري القديم ينصح ابنه ليكون كاتباً لما لهذه المهنة من ميزة وقيمة واهتمام من الدولة الفرعونية وظل الكتاب وسيظل منبع الثقافة، وكل الاختراعات الحديثة – من إذاعة وتلفزيون وكمبيوتر وشبكة إنترنت- تساعد علي انتشاره بطرق متعددة، ورافد من روافد المعرفة بجوار الكتاب .
شعب لا يقرأ شعب متخلف، فبالقراءة والمعرفة تقاس درجة تقدم الشعوب، وأكد العالم المصري الدكتور أحمد زويل (رحمه الله) في لقاء له بجمهور معرض الكتاب بالقاهرة عام2000م : “ أن هناك ثلاثية مهمة في حياة المجتمعات المتقدمة وهي “العلم والتكنولوجيا والمجتمع العلمي “.
الثلاثية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالقراءة، في” عصر تتآلف فيه الأشياء مع أضدادها، فالمعرفة قوة والقوة أيضاً معرفة .. والمعلومات “مال” بعد أن أصبحت موردا تنمويا .. “ كمايذكر الدكتور نبيل علي في كتابه الهام “ الثقافة العربية وعصر المعلومات” . ولا بقاء في عصر العولمة، إلا لمن يتسلح بالمعرفة، ولا عجب عندما ينصح أحد الكتاب ابنه قائلا: “ أي بني : أنك خلقت إنساناً ذا جسم وعقل وروح، وقد ربيت فنما جسمك وثقفت فنما عقلك.. وأرجوا أن يكون صادفك في بيئتك ما نمي روحك .. ولكل هذه العناصر الثلاثة غذاؤه، ولكل لذته.. ولذة اللذائذ أن تستطيع أن تمد العناصر الثلاثة بغذائها ولذاتها من غير أن يطغي عنصر علي غيره، فيختل التوازن، ويضيع التعادل.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
