مساحة إعلانية
وفقدنا الرجل الطيب
وأنا أجهز ما يهمني لرحلتي القاهرية لحضور احتفالية جائزة الشاعر الكبير عبد الستار سليم الذي شرفت بالفوز فيها هذا العام في دورتها الثالثة بجائزة النقد
أرتب أشيائي قبل السفر بأيام حتى لا أنسى شيء كعادتي ، سعيد بهذه الرحلة التي تخطفني قليلا من الجنوب للمدينة الهائصة التي غبت عنها طويلا . وسعيد بفوزي بجائزة ولدت عملاقة وأن يرتبط إسمي بشاعر كبير كعبد الستار سليم هو إضافة لتاريخي الأدبي ولاشك . وسط هذا العراك الجميل ، وانتظار الرحلة التي سأقضي فيها أشياء كثيرة مؤجلة من وقت ، وقد أقابل أصدقاء وصحب وأحباب لم أتلقيهم من فترة طويلة وكلي شوق لرؤياهم . وسط هذه اللحظات السعيدة المسروقة من الزمن، يباغتني خبر موجع وأنا أفتح موقع التواصل الاجتماعي لتطل عليَّ صورة الشاعر الكبير وبطل من أبطال أكتوبر ابن مدينة طما بسوهاج أحمد عبد العليم الخطيب ، يطل بابتسامته التي تفرش الفضاء والتي لم تفارقه أينما حل ، وتحتها أقرأ نعيه وخبر رحليه ، وتتوالى الصور التي تهطل من الأحباب تؤكد الخبر ، فيصفعني الألم بقوة وعنف، وأدني أتمتم بصوت مسموع : " وفقدنا الرجل الطيب " . نعم فقدنا رجل مخلص ومحب للجميع ، سباق للخير ، يهرول لتلبية الدعوة في كل مناسبة، ولعل هذا الرثاء المكثف من كل صوب وحدب، يؤكد محبة الرجل للجميع ، ومحبة الجميع للرجل ، وهكذا المحبة دائما غالبة وتظهر في هذه الأوقات التي لا نفع فيها ولا ضرر، إنما هي أوراد محبة صادقة خارجة من عمق القلب ، وليتنا نتعظ ، رحم الله العم الخطيب، وأكرر وكل أسى وحزن : وفقدنا الرجل الطيب.