مساحة إعلانية
كتب- نبيل الفرشوطي
كان هو الحل والملجأ في كل تعثر تاريخي للكرة المصرية، وظل مرجعية المدربين وقدوتهم حتى رحيله، وصاحب الإنجاز التاريخي لمصر بالوصول إلى كأس العالم والفوز بكأس الأمم الإفريقية، وصاحب الألقاب الإفريقية مع الأهلي والزمالك على مستوى الأندية.. إنه الجنرال الراحل محمود الجوهري، الذي وُلد في مثل هذا اليوم 20 فبراير 1938.
هو أول من جمع بين الفوز ببطولة أمم إفريقيا لاعبًا ومدربًا، إذ فاز مع منتخب مصر ببطولتي أمم إفريقيا 1957 و1959، وفاز مدربًا ببطولة 1998.
كما فاز مع النادي الأهلي ببطولة دوري أبطال إفريقيا 1983، وفاز مع نادي الزمالك ببطولة السوبر الإفريقي عام 1994 على حساب النادي الأهلي وهي المباراة الشهيرة بطرد محمد يوسف وهدف أيمن منصور.
في سبتمبر 1988 تولى المسئولية الفنية لمنتخب مصر ليقوده إلى الصعود لكأس العالم 1990 للمرة الثانية في تاريخه، واستطاع أن يقدم مدرسة تدريبية وهي مدرسة الانضباط الكروي، إذ قاد المنتخب بنظام أشبه بالنظام العسكري ولما لا وهو أحد رجال القوات المسلحة المصرية ومن ضباطها المتميزين.
وقاد مصر في كأس العالم 1990 وكان حديث العالم بعد التعادل مع هولندا بهدف مقابل هدف، وكيف كان عبقريًا في ترويض هذه المدرسة الكروية المستأسدة.
كان دائمًا هو صاحب المنقذ الذي يستدعيه اتحاد الكرة بعد أي إخفاق في المنتخب، فبعد الفشل في بطولة أمم إفريقيا 1996 والخروج من دور المجموعات، استدعاه اتحاد الكرة لقيادة منتخب مصر في بطولة 1998، ولم يكن أكثر المصريين تفاءلًا يتوقع أن يذهب منتخب مصر بعيدًا في هذه البطولة، إذ نال انتقادات عدة على ضمه حسام حسن، باعتبار أنه صاحب 32 عامًا، لكن الجوهري كان محقًا، إذ رد حسام حسن في هذه البطولة على المشككين وفاز بلقب هداف البطولة بالتساوي مع الجنوب إفريقي مكارثي.
"الجوهري" هو منّ غيّر فكر اللاعبين المصريين وشجعهم على الاحتراف في الخارج، ومنهم مجدي عبدالغني وهاني رمزي، وأحمد حسن وغيرهم كثيرين، وكان قبل ذلك تخرج المواهب من قطاعات الناشئين بلا مقابل، لكن الجوهري هو صاحب فكرة الاحتراف وضمان حقوق الأندية.
وفي عام 2002 تولى تدريب المنتخب الأردني والإشراف الفني على الكرة الأردنية وقاد المنتخب الأول للوصول إلى نهائيات كأس الأمم الآسيوية 2004 في الصين لأول مرة في تاريخ الكرة الأردنية وصعد بالفريق إلى دور الأربعة وخرج أمام اليابان بضربات الترجيح.
كرمه العاهل الأردني بتكريم ملكي، حيث منحه وسام العطاء المتميز خلال استقباله له في القصر الملكي في عمان بعد أن أنهى مسيرته مع الكرة الأردنية التي وضع لها العديد من أسس التطور ليس على مستوى المنتخب الأول فقط وإنما على مستوى المنتخبات السنية والأندية أيضًا.