مساحة إعلانية
متابعة / أحمد فوزي حميده
تحتفل الطرق الصوفية والسادة الحافظية بمولد العالم الجليل العارف بالله سيدي حامد ابو الضياء البشير غدا الخميس 18 ابريل الجاري وذلك في ساحته المباركة، ساحة السادة الحافظية في قرية برويش - العياط - الجيزة.
وصاحب الذكرى قيل في علمه وأخلاقه وكراماته الكثير من الاشعار والقصائد منها ...
كذلك بالبحر الذي عم فيضه … سليل التقى والفضل حامد شيخنا
إمام جليل للمعارف عارف … وبالحلم والصفح الجميل تزينا
يذكر حفيده فضيلة الشيخ احمد البشير شيخ السادة الحافظية بعض الإشارات عن جده العارف بالله سيدي حامد البشير قائلا : قيل لسيدي الأستاذ أبوالعباس أحمد المرسي -رضي الله عنه- ألا تؤلف؟، فقال: كتبي أصحابي.
ومن هؤلاء الذين نقشوا علومهم في الصدور، لا في الطروس سيدي حامد أبو الضياء البشير -رضي الله عنهما-.
فكان الشيخ يوسف رحمه الله ممن تربوا على أيدي سيدي حامد، فأخبرني الشيخ يوسف الذي كان شيخ غفر قرية طهما، أنه كان يسير مع سيدي حامد في قريتهم، وبينما هم يمرون على كوبري البلدة، كان هناك شباب غافل يجلس في الطرقات، وأخذوا في السخرية منهم، فهم الشيخ يوسف كي يؤدبهم، فجذبه سيدي حامد من يده ناحيته، وقال له إن كان ما يقولوه فينا فنحن نستحقه، وإن لم يكن فينا فإن حقنا لست أنت من يأخذه، ألم يقل ربنا( إن الله يدافع عن الذين آمنوا).
وبهذا الدرس العملي علمنا أستاذنا وسيدنا الشيخ حامد، معنى التحقق بقوله تعالى (ومن يتوكل على الله فهو حسبه)، أن لا يحمل المسلم المؤمن هم الدنيا، أو سفاهة الخلق، فطالما الفرد كان قلبه عامر بالإيمان، واثق بالله، فهو في معية الله، وحفظه ورعايته.
وعلمنا أيضا كيف يكون الاحسان ، وما هو جمال التخلق بالحلم، وما هي رباطة الجأش، وعدم الإندفاع وراء الغضب، والعفو عند المقدرة، فهذا هو التحقق بقوله تعالى (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)
وعلمنا كيف يكون الصبر على أذى الخلق.
وعلمنا أن الولي إذا علت مرتبته وكان له التصريف، لا يتصرف بهمته في أذى الخلق، حتى وإن أذوه، وفي هذا أدب جم مع العاطي الوهاب، إذ يظهرون معنى العبودية الخالصة له، فهم متحققون بمعنى لا حول ولا قوة إلا بالله.