مساحة إعلانية
كتب / المغيره بكري
في تصريح للكاتب أحمد عبد المهيمن عن كتابه الجديد قبل أن يفهم الدنيا :حينما بدأتُ أكتبُ قبلَ أن يفهمَ الدنيا كان في ذهني أن أرويَ ما شاهدتُ من تناقضاتٍ في سياقٍ فنيٍّ قصصيٍّ لتلك الحياةِ البسيطةِ التي نشأتُ عليها قبلَ تغيُّرها للأسوأ؛ فستجدُ أن (الجزءَ الأولَ) من الكتاب كان هذا هو الطابعُ الغالب له، ولكن الموضوعَ ما لبثَ أن تحوَّلَ في (الجزءِ الثانيِ) إلى دراسةٍ علميةٍ أتقصَّى فيها المراجعَ، وأجدِّفُ بين بطونِ الكتبِ باحثًا عن الحقيقةِ ومتجنبًا للغرقِ في لججِ الجهلِ، ومحاولًا ربط شهادةَ رؤيتي بشهادةِ عقلي لأعقدَ عليهم صفقةَ انتقالٍ حرٍّ يكونُ أحدُ أطرافها جهودُ الفلاسفةِ والباحثين الذين تطرَّقوا لقضيةِ الشرِّ في الوجودِ خلال فتراتِهم المتباعدةِ، ففضولي للمعرفةِ وعطشَ العلمِ ورغبتي في الكشفِ عن هذا التناقضِ بالتعرفِ عليه كانت أقوى من رغبتي في التجملِ الفنيِّ، كما أنَّ الاكتفاءَ باللمحةِ العابرةِ عن ما شاهدتُ لا يليقُ بجلالِ الموضوعِ الذي أتناوله، فأنا رجلٌ تواقٌ للمعرفةِ وشعرتُ بأنَّ قراءَ هذا الكتابِ سوف يكون لهم الرغبةُ في التعرفِ عن حقيقةِ هذه المجاهلِ أكثرَ من قضاءِ لحظةِ استرخاءٍ لذيذةٍ بين قصصٍ فنيةٍ ناقصةٍ.. لهذا فضَّلتُ أن يكونَ قبلَ أنْ يفهمَ الدنيا دعوةً إلى معرفةٍ وعلمٍ أكثرَ منه دعوةً إلى متعةٍ وتسليةٍ.
