مساحة إعلانية
كتب- سيد طنطاوي:
مر عام كامل، على عملية طوفان الأقصى التي شنتها فصائل المقاومة الفلسطينية على المستوطنات الإسرائيلية، واقتنصت خلالها ما يصل إلى 300 أسير.
والحقيقة الثابتة الآن أن إسرائيل بغبائها المعتاد عبر التاريخ، هي كانت في الأساس أحد صناع طوفان الأقصى، بعدما كانت متحمسة للإفراج عن الرجل الذي صنع وخطط هذه المعركة وهو يحيى السنوار الذي تولى الحركة سياسيًا خلفًا لإسماعيل هنية، وذلك ضمن الإفراج عن الجندي الأسير جلعاد شاليط.
الغريب أن الاحتلال نفسه كان أكثر المتحمسين للإفراج عن شاليط، ولم تبد سلطات الاحتلال أي مخاوف منه كما أبدتها من غيره، ليخرج الرجل ويصنع لهم أحزانًا باسمه في سطور التاريخ.. إنه المناضل الفذ يحيى السنور.
حياكة عملية الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين كانت صعبة ومعقدة، إذ تعمدت المقاومة أن تطرح أسماءً عليها خلافات، وكان هذا مقصودًا، حتى تمرر من تريد، وهو يحيى السنوار، أي أن من حق المقاومة الآن أن تقول لإسرائيل: "نشكركم على حسن تعاونكم معنا".
"السنوار" كذب الاحتلال عمليًا في مقولة أن صفقة شاليط، لم يكن فيها أحدًا مهمًا للمقاومة، لكن الرجل الذي وعد وصدق بأنه سيحرق الأخضر واليابس على إسرائيل قد فعلها حقًا، والآن تتمنى تل أبيب لو تعرف مكانه لأنها ترى فيها ثأرًا شخصيًا، وأصبح هناك في الداخل الإسرائيلي العسكري معركتان مع الفلسطينيين، الأولى مع المقاومة الفلسطينية ككل والثانية مع السنوار الذي تعتبره تل أبيب اليوم ألد أعدائها الأول، في تغير واضح للتكتيكات والأهداف العسكرية للاحتلال.
الآن تضع إسرائيل خططًا بالتعاون مع الاستخبارات الأمريكية في محاولة للوصول إلى رأس السنور، لكنها تحصد الفشل تلو الفشل.
تعض إسرائيل أصابع الندم على صفقة الجندي جلعاد شاليط، الذي افرجت بموجبها عن عدد من الأسرى الفلسطينيين على رأسهم يحيى السنوار، الرجل الذي اقام الأرض ولم يقعدها ضد الاحتلال.