مساحة إعلانية
ناصر كمال
من الصعب الكتابة عن الأدب النسائي وذلك لقلة المصادر المتاحة عنه باللغة العربية فإذا أردت الكتابة عن الأدب النسائي في مصر فإن الأمر يزداد صعوبة لمحدودية المراجع العلمية أو حتي الدراسات الأكاديمية أو النقدية التي تناولت هذا الفرع بطريقة تؤرخ لتطوره في مصر المحروسة عبر العصور وصولا للعصر الحديث لأن المعتاد هو دراسة الأدب العربي في المجمل رغم أن الأدب من وجهة نظري لا يعتمد فقط علي اللغة التي كتب بها ولكن علي ثقافة المجتمع الذي أنتجه وهذه قضية يطول شرحها ولأني اخترت الرواية النسائية بالتحديد فإن الأمر أصبح مثل السير في طريق غير واضح المعالم بداية من رفض التسمية من قبل البعض تعاطفا مع قضية المساواة غير عابئين بالاختلاف الفطري بين الرجل والمرأة أو الأسباب التاريخية التي جعلت من الأدب النسائي مختلفا عن الأدب الذي صاغ عالمه الرجل كما أسلفت في مقالي السابق نهاية بعزوف النقاد والكتاب عن التفرغ لدراسة الرواية النسائية كنوع مستقل يجب عليهم وضع ملامح عامة له واقترابه وبعده عن الرواية بمعناها الشامل (الذي وضعه الرجل لأسباب تاريخية نحن في غني عن ذكرها الآن) ومن هنا كان علي أن أذهب في رحلة طويلة قد تستغرق شهورا وربما سنوات في قراءة روايات العديد من الكاتبات للخروج بسمات عامة بدأت بها الرواية النسائية ثم تغيرت تلك السمات مع مرور الوقت وتغير المناخ العام والمرتبط أيضا بالحركة النسوية العالمية وتأثيرها علي الكاتبات المصريات في ظل العولمة مع البحث عن أهم المراجع التي تناولت هذا الشأن عالمية أو عربية وارتباط كل هذا مع تطور الكتابة الروائية نفسها من الواقعية إلي الحداثية وما بعدها.
ومن أهم الروائيات في مصر اللاتي يجب القراءة لهن الآن في عصرنا هذا وبالقطع من غير ترتيب وهن ليس جميع الروائيات المتميزات ولكن من نستطيع أن نقول عنهن إنهن من يتواجدن داخل دائرة الضوء (من وجهة نظري التي قد يختلف معها البعض):
هالة البدري وأمينة زيدان وأهداف سويف (رغم كتابتها بالإنجليزية) وصفاء عبد المنعم وسلوي بكر وعزة رشاد ورضوي عاشور وريم البسيوني وميرال الطحاوي ومي التلمساني ونهلة كرم ومنصورة عز الدين ومني الشيمي وصفاء النجار وانتصار عبد المنعم وسحر الموجي ونورا ناجي وأريج جمال ورباب كساب والكثير من الروائيات الرائعات اللائي لم يخرجن بعد من منطقة الظل والتي فضل البعض منهن البقاء فيها والبعض الآخر لم تتح له الفرصة للخروج منها والتي سوف أتناولها يوما في مقال خاص بها.
hyasser10@yahoo.com