مساحة إعلانية
هل ذهبت أمريكا وحلفائها حقا لمضيق باب المندب لحماية الملاحة البحرية أم لعزل مصر عن أسيا وعزل الصين عن أوربا .
١٩ مارس ٢٠٠٣ يوم غير مسار تاريخ المنطقة العربية للأبد خرج الرئيس الأمريكي يعلن أن حان الوقت لتحرير العراق من النظام الدكتاتوري لصدام حسين وإزالة خطرة لأمتلاكة سلاح نووى ولكي يعيش العراقيين في رخاء وديمقراطية ومر أكثر من عشرين عاما ولم يري فيه العراقيين غير الإرهاب و الخراب والتشرد والتقسيم ومن نووي العراق الي ضربات حلف الناتو لسوريا وليبيا بحجة تحريرهم من الأنظمة الديكتاتورية ،
تتحرك امريكا بالأكازيب وتجيد الترويج لها ولكن الهدف الحقيقي لشيء آخر .
هل ذهبت للعراق لتخليص العالم من نووي صدام وتحقيق الاحلام المذيفه ؟
التي زفوها للعراقيين وللعالم أم لتفكيك الدولة العراقية .
وهل ضربت سوريا وليبيا من أجل تحرير شعوبها من الأنظمة الحاكمة وقبلهم أفغانستان أم لتحويل هذه الدول لمسرح عمليات لإستضافة فاعليات الحرب الباردة بين الصين وروسيا.
وامريكا من طرف ثاني من لايقرأ التاريخ محكوم عليه أن يعيش في الأوهام هل ذهبت حقا لجنوب البحر الأحمر لحماية الملاحة البحرية أو حتي حماية سفن إسرائيل من يصدق هذا الأدعاء فهو يجهل التاريخ و الجغرافيا والواقع .
ولكي نصل الي حجم الكارثة التي تخطط لها امريكا والسبب الحقيقي لهذا التحرك العسكري الغير مسبوق وسبب رفض مصر انضمامها للتحالف الأمريكي
الذي انشأته لهذه المهمة
لابد أن تدرك عزيزي القاريء مجموعة حقائق
الحقيقة الأولي : أن تري الحوثيين على حقيقتهم كملشيا وظيفية يتحركون بريموت كونترول من العاصمة الإيرانية طهران
عندما كان الحوثيين يقصفون المملكة السعودية وصل فجرهم الي استهداف مكة المكرمة فهم لا دين لهم ولا إنتماء إلا خدمة من يمدهم بالمال والسلاح ليحافظوا علي مكتسباتهم في حكم غرب اليمن .
الحقيقة الثانية : أن نظام حكم إيران هو أيضا نظام حكم وظيفي يلعب دور مرسوم لتحقيق أجندة مصالح الدول الغربية لم ننس لقطات عودة الخوميني لإيران عام ١٩٧٩ علي طائرة فرنسية بصحبة أفراد أستخبارات فرنسية أمريكية بريطانية ولم ننس الدور الوظيفي في الثمانينات في استنزاف العراق وتسليمة منهكا للغزو الأمريكي ولم ننس دور إيران في التسعينات في مصادرة المقاومة اللبنانية من خلال حزب الله.
ولم ننس دور إيران في ابتزاز دول الخليج العربي بداية من سنة ٢٠٠٠ والضغط وجعله لقمة سائغه في يد امريكا فيضعوا قواعدهم العسكرية بداخلة يضمنوا وصول اسعار النفط بالأسعار التي يحددها وبيع الأسلحة الأميركية بمليارات الدولارات وتشغيل المصانع الأمريكية خوفاً من البعبع الأيراني
من ينسي دور إيران الوظيفي في تفكيك اليمن والعراق وسوريا وجيوشها الوطنية وتحقيق مافشلت فيه إسرائيل .
الواضح أن إيران وإسرائيل وجهان لعملة واحدة لنفس الصانع ونفس الهدف تدمير الدول العربية وما الخلاف العلني بينهم سوي توزيع ادوار ليعطي كل منهم الزريعة للأخر لتقسيم المقسم من القوي العربية
وبعد الإنتهاء من العراق وليبيا وسوريا ولبنان واليمن والسودان
حان وقت الأنقضاض علي الدولة المصرية الباقية حيث جيشها المسلح جيدا وشعبها المتماسك وأقتصادها واعد بعد تطوير البنية التحتية
وموانى لها كفاءة عالية منها ميناء بورسعيد الذي صنف العاشر دوليا
وتخطط لربط البحرين من خلال خطوط سكك حديدية من طابا للعريش والعين السخنة للعلمين ممايجعلها أقوي عقدة تجارية لوجستية في العالم .
ومن الناحية السياسية حدث ولاحرج انضمت للبريكس ورفضت الإملاءات الأمريكية ورفضت تقسيم ليبيا والسودان
كما رفضت منع الطيران الروسي من التحليق في اجواءها حسب الصحف الأمريكية ورفضت أيضا الإنضمام مع أمريكا وحلفائها
في العقوبات التي فرضتها علي روسيا بل توسعت اقتصاديا في الشراكة مع روسيا بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس وفي المفاعل النووي في الضبعة ،
كما نوعت مصر في مصادر تسليحها ولم تصبح تعتمد على السلاح الأمريكي بل وطن صناعة بعضه محليا وأستثمر الخلاف الفرنسي الأمريكي في وقت سابق واستقدمنا من فرنسا ازرع طولي في الجو والبحر كانت محظورة علينا
و أخيرا رفضت مصر مخطط التهجير وتصفية القضيه الفلسطينيه .
كل هذه الأسباب تجعل مصر في الحسابات الغربية تستحق العقاب دولة مارقة حسب المصطلحات الأمريكية وحان وقت كسرها .
وبنفس محاور السيناريو المحور الأول إدعاء التحرك العسكري لسبب يهدد العالم والحقيقة هو تدمير تلك الدول
المحور الثاني أن يعطي كل طرف من أطراف المؤامرة الزريعة للأخر للتحرك عن طريق مقالب الحرامية الشهيرة في الأفلام المصرية القديمة تأمر إيران الحوثي وهو يلبي بإطلاق صواريخ على السفن بزعم معاقبة إسرائيل فتخاف السفن من العبور فتنقل امريكا اسطولها ودول التحالف أيضا في البحر الأحمر والأنتشار العسكري بحجم كبير حاملة طائرات وغواصة نووية ومدمرات وأطول فرقاطات ليصبح البحر الأحمر أكبر سكنة عسكرية للقوات الغربية
ونفذت امريكا مع حلفائها ضربات للحوثيين بالفعل والأخبار تقول أن هناك ضربات أخري ستنفذ ومن المنتظر قيام الحوثيين بالرد بتهديد بضرب وتفجير المضيق كله فترد امريكا والخوف من رد الحوثي بتفجير جنوب البحر الأحمر ويتم اغلاق الملاحة كليا فيه
وقبل الأشتباك مباشرة فقدت القناة شركات علقت رحلاتها التجارية مع بدء تلك المعركة أو بالأحري المسرحية وخطورة ذلك ليس في تقليل إيراد قناة السويس ولكن الكارثة الحقيقية الأكبر هي عزل مصرعن اسيا وضرب حركة التجارة في مقتل بين أسيا والصين وضرب الموانى المصرية الموجودة على البحر الأحمر وإرتفاع وضغط في كل واردتنا نتيحة أنها سوف تأتي عن طريق رأس الرجاء الصالح والذي سوف يأخذ وقت أكبر وبالتالي تكلفة أكثر
مع المنتجات البديلة ضرب حجم الأستثمار الأجنبي المتوجه لمصر اي خنق اقتصادي لم يسبق له مثيل .
ليس هذا فحسب بل هناك بنك اهداف أخري من تفجير جنوب البحر الأحمر بخلاف مصر منه تفجير طريق الحرير الصيني ورئته قناة السويس
وعزل الصين عن أوربا.. كل التقديرات إشارات أن الصين في سنوات معدودة ستصبح أكبر اقتصاد في العالم وهو ما يؤثر على الهيمنة الغربيه وتحديداً الهيمنة الأمريكية علي العالم .
السيطرة على الممرات التجارية وحرب الممرات التجارية هي أحد محاور الحرب الأقتصادية بين أمريكا والصين معلوم أن الأخيرة تعتبر طريق الحرير العمود الفقري لريادتها الأقتصادية لأنه كلما وجد طريقاً سهلا وأسرع بين مناطق الإنتاج في الصين والأسواق في أوربا وأفريقيا وكانت تكلفة الشحن أقل وأسرع وبالتالي تنافسية أعلي للمنتج وبالتالي قطع أمريكا لهذا الطريق سيجعل المنتج الصيني يصل أوربا في وقت أطول وتكلفة أعلي مما يقلل تنافسيتة أمام المنتجات البديلة وبالتالي يؤثر على تسارع معدلات النمو الأقتصادية للصين .
ومن ناحية ثانية إعطاء قبلة الحياة لمشاريع الممرات التجارية البديلة صحيح إن مفيش طريق بري ينافس قناة مائية ولكن إذا كان ممر القناة المائية معطلة سيصبح هناك جدوي للمر البديل حتي لوكان أكثر كلفة وأطول لكنة أصبح البديل المتاح الوحيد
كممر الهند وهنا يتضح بجلاء رفض مصر الإنضمام لهذا التحالف الدولي لأنها رأت أن هناك فخ بين مصر والحوثيين وبالأحري بين مصر وإيران لذا قررت مصر عدم التورط في هذه المسرحية والترقب والمراقبة واستخدام قوتها السياسية والدبلوماسية الشاملة للمحاولة لمنع الأستمرار في هذا السيناريو
كما أن الصين رفضت الإنضمام لهذا التحالف المتجمع بحجة حماية الملاحة البحرية في مضيق باب المندب والصين حالياً تعيد دراسة الموقف ككل لسابق ظنها أن إيران والحوثي اصدقاء معها والشكوك حاليا تدور حول علاقتهم بأجهزة الإستخبارات الغربية .
المشهد الحالي صعب ولايستطيع أحد التبؤ بالقادم ولكن يجب أن نري أسوء الأحتمالات لنكون مستعدين ومتنبهين لكن الأكيد أن مصر تتعرض لضغوط غير مسبوقة ويلزم أقصى درجات الوعي والإنتباة والحكمة لأن امريكا لاتريد استمرار مشروع نهضة مصر ووحدة شعبها وقوة جيشها وغاب عن هؤلاء أن مصر غير قابلة للكسر عاشت مصر حرة مستقلة .