مساحة إعلانية
يا أحزاب مصر.. اختاروا صح فمع اقتراب استحقاقات الانتخابات البرلمانية يظل السؤال الأهم كيف تختار الأحزاب المصرية مرشحيها لمجلس النواب ؟ فالمسألة ليست مجرد منافسة على مقاعد أو سعي وراء نفوذ بل هي مسؤولية وطنية تتعلق بمستقبل التشريع و الرقابة و صناعة القرار في مصر .
إن العمل النيابي ليس وسيلة للوجاهة الاجتماعية أو منصة للمصالح الشخصية و إنما تكليف و عبء ثقيل يتطلب الإخلاص لله أولًا ثم للوطن و لذلك فإن الأحزاب مُطالبة بأن يكون المرشح نموذجًا للمواطن الصالح الذي يحمل هموم الناس و يعمل من أجلهم بعيدًا عن أي حسابات ضيقة او شخصية و يستطيع أن يتذوق طعم الفقر و يشم رائحته لكي يعبر عن احتياج القواعد الجماهيرية بشكل يمثل قيمة مضافة حقيقية لحياتهم .
و لعل من أبرز الأخطاء التي تقع فيها بعض الأحزاب الاعتماد على العصبيات العائلية أو القبلية أو الاكتفاء بمن يملك المال و القدرة على الإنفاق الانتخابي بينما التجربة تؤكد أن البرلمان يحتاج إلى عقول واعية و خبرات متخصصة في القانون ، الاقتصاد ، التنمية ، الصحة ، التعليم ، و الملفات الاجتماعية المتعددة .
فالكفاءة و العلم أهم من أي دعاية أو نفوذ لأن التشريع صناعة دقيقة و الرقابة على الحكومة تحتاج إلى وعي سياسي و تشريعي عميق .
لا بد أن تضع الأحزاب في اعتبارها أن النائب يمثل الشعب كله و ليس دائرته فقط و بالتالي فإن السيرة الحسنة و السمعة الطيبة شرط لا نقاش فيه فالمواطن المصري لم يعد يقبل بمرشح متورط في قضايا فساد أو معروف بالبحث عن مصالحه الشخصية .
إن النزاهة و الشفافية هما صمام الأمان لاستعادة ثقة الناس في الحياة السياسية و الحزبية بشكل حقيقي.
إن تجديد الدماء داخل البرلمان ضرورة وطنية و لذلك فإن على الأحزاب أن تعطي مساحة حقيقية للشباب و المرأة و المبدعين الاجتماعيين ليس فقط من باب الاستحقاقات الدستورية أو الشكل العام بل لأنهم يمثلون طاقة حقيقية للتغيير و قادرون على تقديم أفكار جديدة تعكس طموحات المجتمع كله .
إن المرشح البرلماني الناجح ليس من يرفع شعارات رنانة و إنما من يقدم برنامجًا انتخابيًا واقعيًا يتماشى مع احتياجات دائرته و المحافظة التي ينتمي إليها و في نفس الوقت ينسجم مع التحديات الوطنية الكبرى و على الأحزاب أن تتحمل مسؤوليتها في صياغة برامج واضحة و متابعة تنفيذها بعد نجاح المرشح حتى لا يبقى البرلمان مجرد منبر للكلام دون إنجاز يمثل قيمة مضافة حقيقية لحياة الناس .
يا أحزاب مصر اجعلوا اختياركم للمرشحين إخلاصًا لله و للوطن بعيدًا عن المصالح الضيقة و الاعتبارات الشخصية
إن الشعب يستحق نوابًا يكونون صوتًا حقيقيًا لهم و يدافعون عن حقوقهم و يساهمون في بناء مصر الحديثة فالتاريخ لن يرحم من فرط في هذه الأمانة و سلاما عليكي يا بلادي في كل وقت و في كل حين .