مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تُعد المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية ركيزة أساسية في بناء الديمقراطية و تحقيق الاستقرار السياسي لان صوت المواطن يسهم في تحديد مستقبل وطنه و اختيار من يمثله و يعبر عن آماله و طموحاته و مع ذلك تشهد بعض المجتمعات و منها المجتمع المصري عزوفًا ملحوظًا من بعض المواطنين عن التوجه إلى صناديق الاقتراع و هو ما يتطلب وقفة جادة لمعالجة الأسباب و تكثيف الجهود لتشجيع الجماهير على الانخراط الإيجابي في العملية الانتخابية.
فهناك أهمية لدور الجماهير في العملية الانتخابية تتمثل في تعزيز الشرعية السياسية لان المشاركة تعطي الشرعية الكاملة للنظام السياسي و تعكس إرادة الشعب الحرة و الجماهير هي من تختار ممثليها و المشاركة تضمن تمثيلًا حقيقيًا لمصالحها كما ان المشاركة الفعالة تعني وعيًا سياسيًا يمكن المواطنين من محاسبة من انتخبوه فالأنظمة التي تستند إلى مشاركة شعبية قوية تكون أكثر قدرة على التخطيط والتنفيذ والاستمرار .
و علينا ان نتوقف كثيرا عن أسباب عزوف بعض المواطنين عن المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية و منها ضعف الثقة في جدوى المشاركة اذ يشعر البعض أن أصواتهم لا تُحدث فرقًا أو أن النتائج محسومة مسبقًا و كذلك غياب الوعي السياسي و ضعف الوعي بأهمية المشاركة و خطورة الامتناع عنها .
فبعض المواطنين قد تكون لديهم تجارب سلبية في دورات انتخابية سابقة بالاضافة إلى الانشغال بالهموم المعيشية لان الأوضاع الاقتصادية قد تجعل المواطن يضع أولوياته بعيدًا عن السياسة و كذلك غياب البرامج المقنعة و عدم وجود برامج انتخابية تلامس الواقع و تستجيب لاحتياجات الناس.
و من المهم في هذه المرحلة ان نقف على سبل تشجيع الجماهير على المشاركة و رفع مستوى الوعي السياسي من خلال وسائل الإعلام و المدارس و الجامعات و الندوات .
مع الشفافية في العملية الانتخابية و بث رسائل طمأنه بشأن النزاهة و المراقبة الدولية و المحلية .
و من الضروري ايضا إطلاق حملات توعوية بمشاركة الشخصيات العامة والفنانين والمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي و الاحزاب السياسية لتحفيز المواطنين على المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية.
و لا شك في ان الاستماع إلى مطالب المواطنين و الاستجابة الفعلية لها عبر المرشحين أو الجهات المسؤولة له دور مهم في تحفيز الجماهير على التفاعل الاجتماعي مع الاستحقاق الانتخابي و لعل تسهيل إجراءات التصويت من حيث قرب مراكز الاقتراع و سهولة الإجراءات و توفير الأمان من العوامل المهمة في هذا الشأن .
و لا يمكن ان يغيب عنا تحفيز فئة الشباب على المشاركة باعتبارهم وقود التغيير و إشراكهم في اللجان و التنظيم و العمل الميداني.
و خناك ايضا دور الدولة والمؤسسات في دعم المشاركة الانتخابية فالمؤسسات التعليمية و الدينية لها دور ايجابي لنشر الوعي بقيمة الصوت الانتخابي من منطلق وطني وديني .
و ايضا الإعلام الوطني عليه تقديم تغطية موضوعية و فتح المجال أمام الجميع لعرض برامجهم و عدم الانحياز .
اما الأحزاب السياسية فدورها مهم في تطوير آليات التواصل مع الناخبين و طرح برامج واقعية تلبي الاحتياجات الحقيقية للمواطن بعيدا عن الفاعليات ذات الاستعراض الاعلامي الاعلاني .
إن المشاركة في الانتخابات ليست فقط حقًا دستوريًا بل واجب وطني مقدس يُعبّر فيه المواطن عن وعيه و انتمائه و يسهم من خلاله في حماية الدولة و تقوية مؤسساتها فالمطلوب اليوم هو تجديد الثقة بين المواطن و مؤسساته و تعزيز الوعي بأن كل صوت يصنع فرقًا و أن التغيير يبدأ من قرار بسيط.. أن تذهب لتُدلي بصوتك و تقوم بواجبك تجاه بلدك و سلاما عليكي يا بلادي في كل وقت و في كل حين .
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
