مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

دكتور يحيى هاشم يكتب :أحمد المسلماني و حملة الدكتوراة

2025-06-18 19:32:39 - 
دكتور يحيى هاشم يكتب :أحمد المسلماني و حملة الدكتوراة
دكتور يحيي هاشم
منبر

في خطوة غير مسبوقة من مسؤل رفيع المستوى لتقدير العلم ورفع كفاءة الإدارة و في مشهد نادر و مبشر عقد الأستاذ أحمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية للإعلام اجتماعًا مهمًا مع عدد من حملة الدكتوراه العاملين في التليفزيون المصري في خطوة لاقت ترحيبًا واسعًا داخل أروقة ماسبيرو و خارجه و قد جاءت هذه المبادرة كإشارة واضحة على تقدير الهيئة للعلم والكفاءات العلمية داخل المؤسسات الإعلامية  و هو توجه يمثل نقلة نوعية في أسلوب الإدارة و تفعيل الطاقات المعطلة داخل الجهاز الإعلامي الوطني .

و لأول مرة في تاريخ الإعلام المصري يلتقي مسؤل حكومي رفيع المستوى مع نخبة من الحاصلين على أعلى الدرجات العلمية داخل مؤسسة الدولة الإعلامية الأعرق  فهذه الخطوة لم تكن مجرد اجتماع بروتوكولي  بل حملت في طياتها رسائل واضحة تعكس احترامًا حقيقيًا للعلم و أصحابه و إدراكًا لقيمة الخبرات الأكاديمية في تطوير أداء المؤسسات .

إن هذا اللقاء يعكس فكرًا إداريًا جديدًا يرفض تهميش الكفاءات  و يسعى إلى استثمار العقول المصرية المؤهلة علميًا بدلًا من تركها على الهامش فالعلم لا يمكن أن يبقى حبيس الأدراج بل يجب أن يتحول إلى سياسات و أفكار و تخطيط و استراتيجيات و هو ما بدأ المسلماني في ترجمته عمليًا.

إنه نموذج يُحتذى به في مؤسسات الدولة المختلفة 
فما قام به أحمد المسلماني يجب ألا يُنظر إليه كحالة فردية بل كنموذج يجب أن يُعمم على كافة أجهزة و مؤسسات الدولة. 

إن كثيرًا من الجهات الحكومية تعاني من الجمود و تغييب الكفاءات بينما تزخر مؤسساتها بعدد كبير من العلماء و الخبراء الذين لم تُتح لهم الفرصة للإسهام في تطوير منظومات العمل.

و قد آن الأوان لأن يصبح التواصل مع هذه الكفاءات و تكليفها بأدوار قيادية أو استشارية نهجًا عامًا في الإدارة المصرية الجديدة التي تسعى إلى التطوير و الحداثة. 

و من هنا فإن المسلماني لم يقدّم فقط رسالة دعم لحملة الدكتوراه في ماسبيرو  بل وجّه رسالة أمل لكل صاحب علم بأن جهده لن يضيع و أن الدولة بدأت تفتح أبوابها للعقول المستنيرة .

ان الاستعانة بحملة الدكتوراه داخل التليفزيون المصري لا يقتصر فقط على الشق المعنوي بل له مردود مباشر على تحسين جودة الأداء و رفع مستوى التخطيط و تجويد المحتوى الإعلامي من خلال الاعتماد على أسس علمية و منهجية في إنتاج البرامج و تقييم الأداء و قياس التأثير.

فالإعلام لم يعد مجرد نقل للمعلومة بل أصبح صناعة متكاملة تتطلب رؤية استراتيجية و بحثًا و تحليلًا و فهمًا عميقًا للسياق الاجتماعي و السياسي و الثقافي  و هي مهارات يمتلكها أصحاب المؤهلات العليا ممن تم تهميشهم طويلًا .

و يُسجل التاريخ الإعلامي أن الأستاذ أحمد المسلماني هو أول مسؤول في الهيئة الوطنية للإعلام يفتح قنوات الحوار مع حملة الدكتوراه و يضعهم في دائرة الضوء و صنع القرار. 

و هو ما يعطي بارقة أمل لكل من يؤمن بأن العلم يجب أن يكون هو البوصلة التي تقود مسيرة التطوير في الدولة.

فليكن هذا النموذج مُلهمًا لجميع مؤسسات الدولة لأن الاستثمار الحقيقي هو في العقول و التقدم لا يصنعه إلا العلم و النهضة لا تتحقق إلا عندما نضع العلماء في مكانهم الصحيح .

لذا نتوجة بالتحية و التقدير و الدعم للاستاذ / احمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية للاعلام على هذه الخطوة المهمة التي ترسخ و تؤسس لانطلاقة قوية للتليفزيون المصري و سلاما عليكي يا بلادي في كل وقت و في كل حين .

مساحة إعلانية