مساحة إعلانية
مازال الحديث موصولا عن العشق المتجذر بداخلي والذي بسرقني من العالم ،ويأخذ جُل وقتي ،ومعظم اهتمامي ، عشق كنهر عذب لا يكف عن الجريان، وكلما نهلت منه شعرت بالعطش والظمأ الدائم طلبا في المزيد .
فأي عشق هذا الذي يسرق الإنسان من ذاته ، ويتفرغ لمعشوقه ويعطيه كله ، ولا يستريح إلا في أحضانه ؟!.
هذا العشق هو الذي يمدني بالصبر علي مكاره الحياة ،وينتشلني من أوجاع الدنيا ،ويربت علي قلبي كلما ألمت به ملمة وما أكثر ملمات الدنيا في هذا الزمن الصاخب ،ويهدهد روحي المتعبة كلما انهكتني الحياة ، رفيقي الذي لا يمل مني ولا يكل ، بل يفتح قلبه علي مصراعيه كلما أقبلت ،ويستقبلني هاشا باشا ،راويا غريزتي التي لاتشبع ، ونهمي الذي يزداد شوقا ومحبا وعشقا .
بمجرد نظرة مني أراه يراودني ويدفعني إلي أحضانه،الغوص في عمقه ، والنهل من عسله ونهره المتدفق .
والحقيقة هذا العشق ، ليس لواحدة أو اثنتين أو ثلاثة أوحتي كما حدد الشرع لأربعة ، ولكنه لملايين وقد يزيد ،ولا استطيع أن أحصر عشاقي ، فالعدد خرج من دائرة العدد ، فهم يزيدون كل يوم وليلة ، ومازالت أكتشف من العشاق ما يؤجج شهوتي ،ويثير غريزتي التي لا تشبع ، ولا تكف عن التنقل بين من أعشق وأذوب وانصهر .
ربما أفضل حبيبة عن أخري لبعض الوقت ،وقد اكتشف حبيبة جديدة ، ولكن يظل الجميع أحبابي ، لهم معي ذكري لا تموت ، أربت علي جسد بعضهم أحيانا ، وأطبطب بمحبة غامرة وأنا أتأمل هذا السكون العجيب ، والاستعداد للعطاء في أي لحظة دون تردد ودون غيرة من باقي من أعشق .
مهلا صديقي زائر دُكاني ، دكان الكلام ، فأنا الرجل الذي يمرق للعقد السبيعني بروح الشباب لم يفقد عقله بعد كما تتخيل ، وإن كان حديثي عن عشيقاتي صدق وواقع لا فكاك منه ،وسيظل حتي آخر نفس في الحياة . ولكن عشقي الأثير الذي أهيم به وأحدثك عنه هو الكتب والكتاب والحروف التي تسود الورق وتمده بالحياة ، وتمدني بهذا العشق المتجذر
ومازال الحديث موصولا عن العشق والعشاق .