مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

د. وحيد الكيلانى يكتب .. الرواكد البشرية..حين يكون الجمود قرارًا

2025-05-12 15:22:27 - 
د. وحيد الكيلانى يكتب .. الرواكد البشرية..حين يكون الجمود قرارًا
د. وحيد الكيلانى
منبر

في كل مؤسسة، ومجتمع، وحتى في داخل بعض الأسر، تجد من يُطلق عليهم "الرواكد البشرية". أولئك الذين توقّفوا عن النمو والتطور، واستسلموا لواقعهم، حتى أصبح وجودهم يشبه وجود الأشياء المهملة في زاوية مظلمة: لا تنفع ولا تُستخدم، لكن التخلص منها يبدو صعبًا أو مؤجلًا.

الرواكد البشرية ليسوا أولئك الذين لم يُمنحوا الفرص، بل كثيرًا ما يكونون ممن حصلوا على فرص كافية، لكنهم اختاروا الراحة على الاجتهاد، والتبرير على الإنجاز، والاعتياد على التغيير. هم من يرفضون كل جديد لأنهم لا يريدون بذل الجهد لفهمه، ويقفون في وجه التطوير بحجة "هكذا تعوّدنا".

المؤسسات تموت ببطء حين تُغرقها هذه الرواكد. تُصبح مكانًا لتبادل الشكاوى، لا لبثّ الأفكار، ولترحيل المسؤوليات، لا لتحمّلها. وحين يُطلب من هؤلاء التغيير، تجد المقاومة في أوجها، لا لشيء سوى أن التغيير يوقظ فيهم شعورًا كانوا قد دفنوه: أنهم لم يعودوا مؤهلين.

لكن هل يمكن إنقاذ "الرواكد البشرية"؟ نعم، حين توجد إرادة. بعضهم يحتاج فقط إلى من يُشعل فيه شرارة الأمل من جديد، وبعضهم لا يستيقظ إلا حين يشعر أن بقاءه مشروط بالعطاء، لا بمجرد الحضور. أما من تعنّت ورفض كل يد ممدودة، فإن الوقت كفيل بترسيبه خارج التيار.

في زمن التحوّلات السريعة، لم يعد لدينا رفاهية الاحتفاظ بما لا يعمل. والنجاح الحقيقي للمؤسسات هو في قدرتها على غربلة الطاقات، وإعادة تدوير الكفاءات، وتصنيف من هم "رواكد" ومن هم وقودٌ للتقدم.

 

مساحة إعلانية