مساحة إعلانية
الختام بمشاركة 50 شركة من كبرى المؤسسات الزراعية .
كتب /عبدالناصرحسن مهران
اختُتمت بجامعة قنا فعاليات المعرض الزراعي الثاني، الذي نظمه قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة خلال الفترة من 17 إلى 19 نوفمبر الجاري بالصالة المغطاة بمقر الجامعة بقنا، تحت رعاية الدكتور أحمد عكاوي رئيس الجامعة. وبحضور الدكتور محمد سعيد نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور عبد العزيز الخواجا عميد كلية الزراعة، والدكتورة بدرية حسن وكيل كلية التربية النوعية لشؤون خدمة المجتمع، ووكلاء الكليات وأعضاء هيئة التدريس من مختلف كليات الج
دور التحول الرقمي والممارسات الفضلى في تعزيز الموارد الذاتية لجامعة قنا
اتساقا مع التوجهات الوطنية بتعزيز دور الجامعات في تحقيق الدولة لاهدافها وغاياتها المنشودة
نجحت جامعة قنا خلال العامين الأخيرين برئاسة الدكتور احمد عكاوي رئيس الجامعة في ان تتخذ مسارًا واضحًا يقوم على الانتقال من إدارة تقليدية للموارد إلى إدارة تعتمد على التخطيط المالي المتقن والحوكمة الشاملة ورفع كفاءة الإنفاق العام
وقد أثمر هذا النهج عن تحقيق طفرة حقيقية تمثّلت في تنمية موارد تجاوزت خمسمائة وواحدًا وأربعين مليون جنيه خلال الفترة من أغسطس 2023 حتى أغسطس 2025.
وحرصت ادارة الجامعة بناء على توجيهات رئيس الجامعة على زيادة المتحصلات المالية المباشرة للجامعة، وهو محور اعتمد على إعادة هيكلة الموارد الذاتية وتفعيل أصول الجامعة غير المستغلة وفتح قنوات جديدة للتمويل الذاتي. وقد أسفرت هذه الجهود عن تحقيق متحصلات نقدية بلغت أكثر من ثلاثمائة وخمسة عشر مليون جنيه، وهو ما يؤكد أن الجامعة تمتلك إمكانات مالية كامنة يمكن تنشيطها متى توفرت الإدارة الرشيدة والرؤية الواضحة. هذه المتحصلات لم تكن مجرد تدفقات مالية، بل كانت جزءًا من استراتيجية للربط بين تطوير الخدمات الجامعية وبين القدرة على تمويل الاحتياجات دون الاعتماد الكامل على الموازنة العامة.
أما المحور الثاني فكان قائمًا على تنويع الموارد ، عبر تعزيز الشراكات المثمرة واستقطاب الدعم العيني من المؤسسات والجهات المانحة، وهو ما أدى إلى استقبال الجامعة تبرعات وهدايا ومنح عينية تجاوزت قيمتها سبعة وأربعين مليون جنيه. وقد أسهم هذا الدعم في تخفيف أعباء كبيرة كانت تقع على الجامعة، وساعد في تطوير عدد من القطاعات الخدمية والأكاديمية دون تحميل الميزانية أية أعباء إضافية، مما يعكس أثر التخطيط المالي على تعظيم الاستفادة من كل فرصة متاحة
وفي المحور الثالث، كان التركيز الأكبر على رفع كفاءة الإنفاق العام عبر الحوكمة الإلكترونية والممارسات الفضلى في الإدارة. وقد نجحت الجامعة خلال العامين في تطبيق منظومة من إجراءات الانضباط المالي أدت إلى تقليل الهدر وتعظيم العائد من كل مورد، حتى بلغ إجمالي ما تحقق من وفورات ومكتسبات ناتجة عن الحوكمة وإعادة التنظيم ما يقرب من مائة وسبعة وسبعين مليون جنيه. هذه الوفورات لم تكن رقمًا محاسبيًا، بل كانت انعكاسًا مباشرًا لتحول جذري في طريقة عمل الجامعة، بدءًا من الرقمنة الشاملة للخدمات، مرورًا بترشيد الطاقة والمياه، وصولًا إلى ضبط عمليات الشراء ومنع ازدواجية الصرف وإعادة توظيف الأصول. حيث قامت الجامعة بتلبية احتياجات ادارية واستراتيجية ملحة من خلال إطلاق باقة متنوعة من التطبيقات الإلكترونية في مجال الاتصالات الإدارية( مسك) ،حوكمة اجتماعات المجالس واللجان( اجتماع ) ، وإدارة القاعات الدراسية والامتحانية الكترونيا، والحوكمة الإلكترونية لشراء الأجهزة العلمية ،وإطلاق تطبيقات للامن ( امان) والنظافة (نظافة)، وإدارة المشروعات الهندسية( تشييد)، الحجز الالكتروني لاستراحات الجامعة، وتطبيق( تغذية ) بالمدن الجامعية ، والتطبيق الالكتروني( الجائزة ) للحوكمة الإلكترونية للجوائز البحثية
ولم تكن المشروعات الهندسية بمنأى عن هذا النهج؛ فقد تمكّنت إدارة الجامعة من تنفيذ مشروعات تطوير وإنشاءات هندسية بجهود ذاتية وفّرت ما يقرب من ستة وعشرين مليونًا وسبعمائة وخمسين ألف جنيه مقارنة بالقيمة السوقية. هذا النجاح جاء نتيجة الاعتماد على الكفاءات الداخلية في التصميم والتنفيذ، والاستفادة من خامات الجامعة المتاحة، وإعادة تدوير الأصول والمعدات، وهو ما أثبت قدرة الجامعة على بناء نموذج فريد في إدارة المشروعات العامة بكفاءة عالية وبتكلفة أقل.
وإلى جانب ما تحقق، فإن الجامعة تعمل حاليًا على تنفيذ حزمة جديدة من الممارسات التي يُنتظر أن تعزز الموارد الذاتية بقيمة تصل إلى سبعة وستين مليون جنيه خلال الفترة القادمة. وتشمل هذه الجهود استكمال رقمنة أنظمة الأمن والصيانة والامتحانات، وتطوير آليات الشراء والإجازات، بالإضافة إلى تشغيل بعض الأصول الاقتصادية بما يحقق مردودًا ماليًا مستدامًا. إن هذه المشروعات المستقبلية تأتي في إطار رؤية واضحة تستهدف نقل الجامعة إلى مرحلة أعلى من الاعتماد على الذات، وتوجيه مواردها نحو تحسين جودة الخدمات وتطوير البنية التحتية ومساندة البحث العلمي.
إن ما تحقق من إنجازات جاء في إطار الإدارة الحديثة التي تقوم على الشفافية، وترشيد النفقات، وتحويل كل أصل إلى قيمة، وتعظيم الاستفادة من الموارد البشرية والمادية، وتعزيز الشراكات. وفي ضوء هذا النهج، تظل جامعة قنا ملتزمة بأن تكون مؤسسة تعليمية قادرة على تمويل تطورها، وصناعة مستقبلها، وتقديم نموذج يحتذى به في الإدارة العامة