مساحة إعلانية
أنا تلك الصحفية التي وجدت نفسها بين سطور تُكتب وصوت يُبث.
بين دفتر يحمل الحكايات، وميكروفون ينقلها إلى قلوب الناس.
الكتابة كانت بدايتي، والصوت صار جناحي، ومنذ أن التقيا… تغيّر معنى الرسالة.
في الكتابة أجد هدوئي، أضع الكلمات بترتيب يشبه نبضي.
وفي الصحافة أجد شغفي، أركض وراء المعلومة، أبحث عن الحقيقة في تفاصيل لا يراها أحد.
أحيانًا أعود إلى بيتي منهكة، لكنّ داخلي يبتسم،
لأنني أعلم أنّني صنعت فرقًا صغيرًا في عالم كبير بالصمت.
الميكروفون يعلّمني الشجاعة،
والقلم يعلّمني التأمل،
وكلاهما يجعلني أقرب إلى الإنسان، إلى الوجع الذي لا يُقال، إلى الأمل الذي يُكتب في آخر السطر.
في كل تقرير أكتبه، هناك أنفاس مدينة، ودمعة أمّ، وضحكة طفل كُتب له أن يكون الخبر السعيد.
وفي كل نص أنشره، هناك جزء من صوتي، من حقي في أن أقول:
“أنا لست ناقلة للكلام… أنا شاهدة على الحياة.”
الصحافة ليست مجرد مهنة، والكتابة ليست ترفًا،
كلاهما عهد مع النفس أن تبقى الكلمة حقيقية، وأن يظلّ الصوت نقيًا مهما تعالت الضوضاء.
وحين يلتقي الميكروفون بالقلم…
تولد الحقيقة مرتين:
مرة حين تُقال، ومرة حين تُكتب.