مساحة إعلانية
رمضان مدرسة الرجولة المبكرة في الواحات المصرية العامرة
رحم الله تعالى أبن خلدون حيث قال التعليم في الصغر أشد رسوخا وهو أصل لما بعده
وقال حجة الإسلام أبو حامد الغزالي،والصبي أمانة عند والديه وقلبه الطاهر جوهرة نفيسه فإن عود الخير صار من أهله وإن ترك واهمل اهمال البهائم صار الي ما صار إليه
روافد نهر الفضيلة التي كونت الهوية الأصيلة النابضة بالعطاء والإخلاص والصدق ودمغت الإنسان المصري العائش فيها بالصبر وشديد المقاومة... هذا ولم يكن الذين سبقوا من أهل مصر في واحاتنا الطيبة يعرفون ما يعرفه الناس في هذه الأزمان من نظريات غربية غريبة وانما كانت الفطرة السليمة وخلاصة التجارب المصرية الأصيلة فقد كانت المدرسة المصرية في الأراضي الوحاتية تنظر إلى الإنسان عموما كثروة قومية وركن ركين في كل عمران بشري وتقدم إنساني ومن هنا كان الاهتمام النبيل بالصغار يشغل بال الجميع وكانت الجوانب الروحية التي يرقي بها الإنسان وتسعد بها الأوطان من أولويات الناس في بلادنا ومن هنا كان الحياء الذي لا يأتي إلا بكل جميل والرجولة الحقيقة المبكرة من السمات المميزة للشخصية المصرية الأصيلة في واحاتنا الغالية.وفي الشهر الفضيل كان عرس فكرة الإخلاص لله عز وجل وصدق التوجه إليه هي ما يشغل بال الآباء والأمهات وقد كان الصوم في عرس أهميته في نفوس الصغار مرتبطا بالرجولة فعندما يسأل الصغير.صايم ولا فاطر يبادر الأب أو الأم.دا راجل فكان الصوم مرادفا الرجولة فصلا عن التعليم بالفعل فلم نر في بلادنا الطيبة لفترات قريبة جدا مفطرا مجاهرا أو خانعا مختبئا من الناس لأن ذلك يتنافى مع محبة الرحمن وكذا رجولة الإنسان.كما شاهد الصغار تلك الفرحة العارمة التي يستقبل بها الأهالي شهر رمضان شهر الرحمة والقرآن والمغفرة والإحسان.ناهيك عن طرح أسئلة حول الصوم ذات صله بالرجولة والتحدي فيقال للصغير.غالبه ولا غالبك وذلك في ظل طقس شديد الحرارة قبل كل هذه الإنجازات العلمية من مبردات ومراوح وغيرها
إن الوعي الشعبي المصري الجارف بفضيلة الصوم تجلي في الأغنيات الشعبية التي كنا نرددها صغارا...يا فاطر رمضان يا مخاصم ربك وفي رواية أخرى يا فاطر رمضان يا مخاصم دينك ومن هنا جاءت هذه المحبة الكبيرة للصوم وكذا هذه الصورة الفريدة للرجولة المبكرة في أن تري واحة بأكملها ليس بينها مفطر واحد.ان الفطرة السليمة هي التي رسمت هذه الصورة الرائعة الجميلة لبلاد صائمة في مشهد تحلم ثمرة هذه المعرفة أن يعود بجماله
وصدق الله تعالى في كتابه العزيز(.من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.,)
