مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

حكايات الواحات (14)

2023-10-01 02:37:04 - 
حكايات الواحات (14)
مصطفي معاذ - شاعر مصري
منبر

يكتبها الشاعر والباحث :مصطفى معاذ -الوادي الجديد


على مدارسكم على مدارسكم الله حارسكم الله حارسكم


أول يوم من ايام المدارس في ذاكرة الشاعر الصغير الذي كنته كان من أجمل الأيام الماضية في حياتي حيث الكوتش الباتا الأبيض الجميل الذي يحصل عليه كل أبناء الشق بورقة من الآباء إلي المرحوم الحاج حسب ولا حاجة إلى أن أقول إن هذا الفارس النبيل هو صاحب المكان الوحيد الذي يجعل الجميع في سعادة ثم تبرق في الذاكرة محلات أبو عادل المرحوم الحاج توفيق الحلاب حيث كان من اشهر تجار القماش المستخدم في صنع المرايل وذلك قبل دكان عم سمير عجوه ولا يمكن لأحد أن ينسي عمي طلعت الجدي والمرحوم خيري سطيحه في مجال الأدوات والتجهيزات المدرسية توقظني أمي محاولة منها في كسر حاجز الرغبة في عدم الذهاب إلى المدرسة أتناول الإفطار وامضي صامتا مارا بالسوق القديم من بيتنا عند جامع معاذ في الطريق اطفال صغار يربطون شنط العام الماضي بحبل في محاولة منهم لتحديث الصورة للشنط وخجل أنثوي عميق لبنات يلبسن مرايل العام الماضي إلا أن كل هذه الأمور تتنتهي عند مطعم عم محمود في وسط السوق حيث طبق الكوسكسية الذي نحبه سيما وأن العسل الأسود الذي يصبه عم محمود يزيد من جمال الحالة التي نعشقها وعلي بعد خطوات يأتي مطعم عم ابراهيم صاحب أشهي سندوتشات الفول والطعمية والحكايات التي تأخذ دور البطولة في الطريق إلي المدرسة تتألق في أن يكون في هذا اليوم جمالاً طفوليا يسعد الصباح الباكر الذي ينبض بالسعادة والخوف بالفرحة والقلق على جانبي الطريق يظهر بائعة الخضروات والفاكهة وهو يرسمون لوحة تشكيلية شعبية بمنتجاتهم الطازجة وغالباً ما يكون البرد القارس في تلك الأيام الماضية شريكا أساسيا في التجربة انحي كل شيء جانباً وأتأمل هذه الثلة البسيطة من الأهالي من أصحاب عربات الكارو وهم يتجمعون في سرور حول نار هادئة جمعها الرجال من أجل التغلب على البرد ودائما ما كنت اتصور صغيراً أن هؤلاء الرجال هم أسعد الناس في واحاتنا إذ أنهم كانوا لا يذهبون الى المدرسة هذا أولاً ثم إنهم يتجمعون حول النار في تلك الأجواء الباردة وأخيراً فإن كل دورهم في الحياة أنهم يركبون عرباتهم ويتفسحون بها فكنت اغبطهم لذلك أمضي في سعادة مؤجلة خوفاً من أظافر قد تكون طويلة أو منديل قماش قد لا ترضى به الزائرة الصحية وعندما يدخل اليقين في قلوبنا أننا ربما ننجوا من كل ذلك تبدأ القلوب في بهجة وسرور بالسلام على اصدقاء العمر ورفاق الفصول التي كان العلم يتجول في أروقتها ولا يمكن أن أنسي هذه المحبة الكبيرة التي تسعد قلوبنا جميعا برؤية أساتذة نحبهم بصدق وتطمئن أرواحنا الصغيرة لرؤيتهم حيث تضافرت معارفهم مع ابوتهم الحانية في صورة جميلة جدا تجعلنا نشعر بأننا في أمان بعد أن يقول كلمة المدرسة وتنتهي مراسم الترحيب يرفع العلم عالياً خفاقا ويردد الجميع في حماس تحيا جمهورية مصر العربية
تحيا جمهورية مصر العربية.تحيا جمهورية مصر العربية 

مساحة إعلانية