مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

حسني الإتلاتي يكتب : الشاعر المحايد كالماء

2024-07-23 09:02 PM - 
حسني الإتلاتي يكتب : الشاعر المحايد كالماء
حسني الإتلاتي
منبر

كان خبر  صدور ديواني يؤرقه الحنين منذ أربع سنوات خبرا مبهجا وقتها فهو عن دار نشر متخصصة غي التسويق الورقي والألكتروني  والتوزيع الجيد والمشاركات في معارض مصر والدول العربية وعلمت انه  سيشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب  ويمكن للمحبين  والأصدقاء  أن يشتروه  من هناك  وهو يضم 36 قصيدة  من الشعر الذي يعتمد وحدة الوزن والقافية وهو مغامرة بدأتها منذ عام  2014 وحتى اليوم مغامرة العودة إلى  المنبع   حيث كانت  بداياتي الحقيقية شاعرا من شعراء القصيدة العمودية في عام  1990 حين عرضت  كشكولا كاملا من الشعر الكلاسيكي على أستاذ دكتور جمال التلاوي بعنوان صلوات في كهوف الحب على غرار صلوات في هيكل الحب لأبي قاسم الشابي وكنت وقتها في الصف الثاني من الجامعة  وكتب سيدي دكتور جمال التلاوي بخط يده ينتظر هذا الشاعر مستقبلا كبيرا واختار قصيدتين لي ( قصيدة قالوا ابتعد تنسى هواها وقصيدة سألت الليل أنهما ) أنهما من أجمل قصائد الديوان ودعاني في كلمته المكتوبة على أول صفحة من الكشكول أن أثور على القيود وأن أنطلق لآفاق أرحب أظنه يقصد  شعر التفعيلة  أو الشعر الحر 
لكنني لم ألتفت لنصيحته في حينها وواصلت طريقي  فكتبت كشكولا آخر من الشعر الموزون المقفى بعنوان (ترانيم خريفية ) وكانت منه قصيدة انتحار الراهب التي حصلت على المركز الأول على الجامعة  مهرجان كلية الدراسات العربية فوجئت بإعجاب وإطراء لجنة التحكيم على النص و على الإلقاء جدير بالذكر أنني في الصف الثاني من الجامعة كنت قد درست أوزان الشعر (علم العروض) وكنت أتتلمذ على يد  الأستاذ الدكتور كامل الصاوي  و كان  رفيقي عفيفي الطحاوي يكتب شعر التفعيلة  وكان شاعرا ثائرا على النص العمودي يميل للتجديد  وعندما أهديته كشكول أشعاري ليقرأه في الصف الثاني من الجامعة فوجئت به يكتب على غلافه من الداخل قصيدة يبشر الشعراء بأنني قادم وعليهم وعلى الكون كله أن يتهيأوا للاحتفاء بي 
وكان لمعالي دكتور كامل الصاوي ومعالي الدكتور علي البطل أثرا عظيما في الصف الرابع من الجامعة حيث درسنا على أيديهم قصائد الشعر الحر محمود درويش وشوقي بزيع فتمردت على الشكل الكلاسيك وكتبت خمسة دواوين مطبوعة  تنتصر لشعر النثر وشعر التفعيلة تأثرت كثيرا ب عبدالوهاب البياتي وأحمد مطر وسميح القاسم ومحمود درويش وصلاح عبدالصبور وعبدالمعطي حجازي وأمل دنقل وحسن طلب وكان المتنبي وعنترة وشعراء المهجر  وجماعة أبوللو خاصة إبراهيم ناجي وعمر أبوريشة والجواهري  وبدر شاكر السياب لهم أثر كبير ولا أنكر فضل الإذاعة المصرية لغتنا الجميلة وقال الفيلسوف  و زيارة لمكتبة فلان وشاهد على العصر وعلى الناصية هذا غير الأغاني العظيمة في الراديو جيل فريد الأطرش وحليم ومحمد عبدالوهاب وأم كلثوم ونجاة وفايزة أحمد ومحمد رشدي والعزبي  وصولا لهاني شاكر وعلي الحجار ومحمد الحلو وعلي حميدة ومحمد محي وكنت أسمع شرائط كاسيت الفنانين الشعبيين في المنيا عبد النبي وعبد الفتاح  وأغاني الأفراح والقران الكريم في ليالي العزاء والمولد النبوي الشريف ومنذ الصبا الباكر متأثر جدا بأجواء الصوفية مع نزعة أقرب لليسار والتعاطف مع الفقراء والكادحين لا يفارقني الألم لهم والاكتئاب الحاد بسبب الظلم الواقع عليهم الشاعر المحايد مثل الماء لا طعم ولا لون ولا رائحة كتبت قبل هذا الديوان  الأخير خمسة دواوين شعرية نتوءات على جسد نحيل 1999 و البشارة أغاني الحب والثورة 2002 و نقوش على جدار الروح 2014 والأبيض يفرض سطوته 2015ه والغبار للمهزومين أن يفخروا بالبطولة 2019    طبعا هناك غياب عارم للنقد الأدبي سوى القليل من النبلاء في مصر وخارجها  ولا نعول كثيرا على النقد والنقاد فنحن  نعلم أن الزمن عنده  ميزان شديد الحساسية وسيعطي كل ذي حق حقه 

مساحة إعلانية