مساحة إعلانية
ياسر القاضي
كل الأشياء تحطمت فوق صخرة ضل من لا يملك لها معولا، كنا علي أمل أن نقفز من فوق هوة بركان شق صدر جبل ليس له بداية أو نهاية، تتقاذفنا الرياح يمنة ويسرة ، وتأكلنا السنوات العجاف بلا مطر ، تضيق صدورنا ، فلا نتنفس الصعداء ولا نشتم أديم الأرض ، نطوف غير ساعين ولا ملبيين، فوجهتنا لغير ما أردنا ، نلبس ملابس ليست للإحرام ولا ندري كيف نخيطها ، ساعون في الأرض بدون قصد أو وجهة نعلمها ، نبكي ونتباكي من هول ما نراه بدموع تحطمت فوق أجفان منكسرة ، وهم نعيش فيه ولا رجعة لتصحيح مصاره ، أبواب مفتحة صكت وجهها أمام كل طارق بخير ، إعلان يزعجنا كل يوم بمقويات الحياة ، وأخبار كما الطعام البائت في ثلاجات مغلقة لا يصل إليها تيار الكهرباء، نضحك ونحاول أن نبتسم مع إشراقة شمس كل يوم وما هي إلا دقائق فنحترق من هولها ، يسرق كل منا الآخر وأيما سرقة ، يقدح بعضنا بعضا ونتصافح كما الذئاب، قطار مسافر فوق قضبان من ورق ، وطائرة تقلع بدون وقود ، متيمون بحب الشهوات والنزوات ، غارقون في ضلال قديم ، نصارع ونتصارع ، وفي حلبة الصراع يصفق الحكم للأقوي ، تركنا البر فأفسدنا البحر ، السفينة لا تقوي علي حمل أناس بذنوب مركبة بوابل من جحيم ، من نحن ؟ سؤال عارض لا نجد له إجابة، وأين نحن ؟ ضللنا الطريق! هل هي الحرب الأخيرة في عالم أشبه ما يكون بغابة الوحوش الضارية ؟! أم أنها النفاثات في العقد؟ مشاهد ساخنه بدرجة حرارة خط الاستواء، هل هي الحرب؟ نعم إنها الحرب الأخيرة التي سوف تسوقنا لبوابة الآخرة ، أسلحة بعدد أنفاس من في الكون من كائنات ، وكل منا يعد عدته ، مهيؤون لحروب الإبادة، فليحفر كل منا قبره ، وماذا بعد ؟ لا تنتظر إجابة فما زلنا لا نعرف من نحن؟ وأين وجهتنا ؟! كن مستعدا إن يأجوج ومأحوج يقتربان من اللحظة الأخيرة لعبور شوارع المدينة، ولن تكون هناك إشارة للمرور، فاصل قصير وتأخذنا طواحين الهواء عبر مسارات الطاقة المفعمة فلا نجد لها نفعا، وماذا بعد؟ نتوجس خيفة من أهوال يوم القيامة وها هي قد اقتربت فقد ظهر الفساد في البر والبحر، وماذا بعد؟ اسأل نفسك علك تجد إجابة لسبعة أحرف طويت بين فكيك، وماذا بعد؟ سؤال يحتاج إلي الرشد لواقع أنت من تصنعه، وماذا بعد؟ لا شيء سوي حكمة في القول والفعل لنصل إلي عين الحقيقة.
hyasser10@yahoo.com