مساحة إعلانية
عشرة أعوام تمضي كأنها ومضة، أحتفل اليوم بمرور عقد كامل على زواجي من أعظم عطايا السماء، زوجتي التي اختارها لي الروح القدس. «كلكِ جميل يا حبيبتي ليس فيكِ عيبة»، هكذا يُردد الكتاب المُقدس، وهكذا يُردد قلبي كل يوم، شاكرًا الله على بيت أسسه على الصخر، لا تهزه الرياح ولا تعصف به أمواج الحياة.
محطات الرحلة محفورة في الذاكرة: من أول لقاء في مدينة المنصورة بمحطة الأتوبيس، ثم لقاء الأنبا داوود، أسقف المنصورة الراحل لطلب البركة والمشورة، إلى خلوة روحية في دير الأنبا بيشوي، ثم زيارة بيت العروس مع والدتي وطلب يدها، تلتها الخطبة في ٢٥ يناير ٢٠١٤.
وفي ١٢ يونيو ٢٠١٥، إجتمع عيد ميلادي بعيد الرسل، فجلسنا على كرسي الإكليل، حيث جمعنا الروح القدس جسدًا واحدًا أمام الأهل والأصدقاء، وتلقت قلوبنا تهنئة خاصة من الرئيس عبد الفتاح السيسي عبر مندوبه وباقة ورد وكارت تهنئة.
قبل دخول بيتنا الجديد، قدّمنا باكورته لله في خلوة بأحد أديرة وادي النطرون، ثم عدنا لنجد برقية تهنئة أخرى بريدية مبعوثة من الرئيس عبد الفتاح السيسي.
بدأنا حياتنا في بيت صغير ككنيسة دافئة، رزقنا الله فيه بابنتنا فيلومينا، الشمعة المضيئة في دروبنا ذات السنوات السبع، وما زال قطار العمر يمضي على سكة الأمل والإيمان.
وكأن العَشرة أعوام كانت كتابًا من الصفحات البيضاء، كتبنا عليه معًا حكاية بيت يملؤه الدفء، وتغمره البركة.
لم تكن الرحلة دائمًا سهلة، لكن في كل لحظة صعبة، كنا نجد يد الله تمسك بنا وتعيد ترتيب الفرح في قلوبنا.
في بيتنا الصغير، تعلمنا أن السعادة ليست في حجم الجدران، بل في اتساع القلوب التي تسكنها، وأن الحب الحقيقي هو ذاك الذي يزهر رغم العواصف، ويُضيء الدرب مهما إشتدت الظلمة.