مساحة إعلانية
في شوارع دمشق العتيقة، يعلو صوت الألم فوق أجراس الكنائس، ويختلط الحزن بصدى الصلوات.
لم يعد الجوع مجرد كلمة، بل صار وجعًا يوميًّا ينهش أجساد البسطاء ويثقل قلوبهم، وبين ركام التفجيرات وغياب المسؤولين، يصرخ مسيحيو دمشق بحثًا عن أمل في وطن أنهكته الأزمات.
في مشهد يفيض بالألم والعتاب، وقف بطريرك أنطاكية للروم الأرثوذكس مخاطبًا الرئيس السوري، معبرًا عن مرارة الغياب الرسمي في جنازة شهداء تفجير كنيسة مار إلياس، لم يكن حديث البطريرك مجرد عتب عابر، بل كان صرخة صادقة من قلب وطن جريح، يئن تحت وطأة الجوع والفقدان، ويبحث عن يد حانية ومسؤولية حقيقية.
لقد عبّر البطريرك عن وجع شعب كامل حين قال: «الناس تأتي وتدق باب كنائسنا وتطلب ثمن ربطة خبز»، في مشهد يلخص حجم المعاناة التي يعيشها السوريون اليوم، فالمسيحيون هناك، وهم طيف أصيل في نسيج وطنهم، يؤكدون أنهم باقون رغم الجراح، وأنهم لا يريدون مكالمات هاتفية بل حضورًا فعليًا وقرارات تليق بحجم الكارثة.
إن كلمات البطريرك ليست مجرد رسالة، بل دعوة صريحة إلى الدولة السورية كي تعيد حساباتها وتستمع لصوت الناس، فالوطن لا يُبنى إلا بتكاتف جميع أبنائه، وبحضور المسؤولين في الميدان لا في الهواتف فقط.