مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

المستشار صابر سكر يكتب:رسالة محام لشركاء العدالة

2024-10-11 22:59:44 - 
المستشار صابر سكر يكتب:رسالة محام لشركاء العدالة
صابر سكر
منبر


الأساتذة  الأجلاء، قضاة مصر، نجلكم ونقدركم ونوقركم، هذه هي تقاليدنا وعاداتنا وتربيتنا ودورنا ورسالتنا، نحن شركاؤكم في إقامة العدل بنص الدستور، وبالواقع العملي لا تصح محاكمة دون دفاع، ولا تستقيم دعوي دون محام مهني عالم ببواطن الأمور والقانون. 
إذا كان الواقع والقانون يعطي لحضراتكم إدارة الجلسة فهو أمر عظيم، لكن لا ينبغي لمن يدير أن يغضب من شريكه في إقامة العدل، هيمنتكم علي الجلسات أمر حتمي لوجود عناصر يحتمل أن ترتكب جرائم في الجلسات، لكن هذه الهيمنة والصلاحيات بالحبس والإحالة للنيابة تكون لكل من يخل بالجلسة ونظامها من الأغيار، وليس المعني بها الشريك في إقامة العدل.
الشراكة بيننا يحكمها الواقع والقانون والدستور، كفالة حق الدفاع للجميع، ومقررة لمصلحة المواطن ومصلحة الوطن. فعندما يرتجف الدفاع تسقط العدالة.. المحاماة عريقة ومهمة للمجتمع ولا تقل أهمية عن القضاء بالنسبة للمواطن. تخيل انعقاد جلسة دون محامين مدني أو أسرة او تجاري، تأكد تماما أن الجلسة من الممكن أن يتضاعف وقتها عدة مرات ويتعطل العدل.
حضرات السادة القضاة ..نحن لا نستجدي أحدا، ولا نلتمس حقوقنا من أحد لأن أهم حق من حقوق الإنسان حقه في الدفاع عن نفسه، والمدافع دائما وأبدا يحتاج إلي قوة في إبداء دفاعه، وينفعل وهذا متاح ومباح له دون غيره.
الحقوق لا تمنح لكنها تنتزع، نحن نقابة المحامين، هيئة الدفاع عن الوطن في الداخل والخارج، نحن زملاء «الزعيم مصطفي كامل، والزعيم محمد فريد، والزعيم مصطفي النحاس، والنقيب عبدالعزيز باشا فهمى».. نحن استمرار لمسيرة من استعادوا طابا من يد بني صهيون.
حضرات القضاة.. لسنا في منازلة أو معركة نحن شركاء لا خصوم، يتميز القاضي بسعة الصدر ورحابة الأفق، ويتميز المحامي بالقوة في الأداء والصوت الجهوري الذي يصل إلي الآذان دون ضعف أو وهن.. الدفاع يحتاج في كثير من الاحيان إلي هجوم، ليس هجوما علي منصة القضاء الشامخ لكنه هجوم علي الأدلة الفاسدة، هجوم علي أوجه القصور في الدعوى.
المحامي بين يديه وأوكل إليه أمر الدفاع عن أشخاص قد يقضي في حقهم بالإعدام، أو تقييد حريته مدي الحياة، وكل من هو علي أرض الوطن تأتي عليه لحظة لا يسعفه فيها الا المحامي، وجود محام قوي مطمئن له كامل الحرية في إبداء دفاعه، هو الميزان الحقيقي للعدالة.
ونهاية.. نقتبس مقولة رائعة لأحد فقهاء القانون الفرنسي «لا يكفي أن يحكم القاضي بالعدل.. بل يجب أن يشعر المتقاضون أنه عادل».. لأن الشعور بالعدل حتي مع حكم الإدانة أمر  يريح المجتمع بأثره وينشر السلام الاجتماعي.. المحاماة حصن الأمان للمجتمع.

مساحة إعلانية