مساحة إعلانية
أسماء إسماعيل
رواية القرصان هي آخر أعمال الكاتب والمترجم الاديب حسام أيو سعده ويعد هذا العمل من الأعمال المشوقة والذي ننشر هنا ملخص له ونثق أنه سوف يجعل القاريء يبحث عن العمل كي يستمتع بقراءته
حسام أبو سعدة له عدة أعمال ادبية منها انتظار وقصص أخري وترجمة لروية حكايات الصيد وزهرة الصحراء وترجمة لكتاب رحلة إلي مركز الأرض ورواية آكلة لحوم البشر وثلاث حكايات وهي ترجمة وآخر عمل هو القرصان والذي صدر عن دار أطلس للطباعة والنشر
فرغم أن عدد صفحات الرواية لا يتجاوز 120 صفحة إلا أنها تعج بشخصيات كثيرة و لكل منهم رؤية مختلفة، حبث نجد "تونى" الذى أصبح كثير النسيان بسبب سنه الكبير (كان مدير فى إحدى الإدارات فى البنك الدولى) بسبب غريزة الصياد و طمعه تجرف الأمواج قاربه و هو بصحبة ابنته "ليزا" و حفيدته "لورا" إلى جزيرة نائية ليلتقون القبطان "كرم" الذى اختار الجزيرة لينعزل عن هذا العالم الظالم الفاسد.
كما نجد شخصيات أخرى ثانوية و لكل منها حكايته الخاصة، مثل "باسم" صديق "كرم" الذى كان فنان تشكيلى و طرده والده لإيمانه أن الرسم حرام. و نجد "سونا" الخادمة السمراء التى راحت ضحية فساد حكومة وطنها تحت ضغوط الغرب. و نجد الحاجة "وفاء" التى يتحدث عنها "كرم"، و نجد زوجته المخلصة "جواهر" التى أنهت حياتها مومس فى بارات الغرب المتقدم.
كل هذه الحكايات من خلال الحكاية المحورية و هى جنوح قاربهم بينما "كرم" تحول من قبطان إلى قرصان، يعاملهم بكل قسوة و غلظة كأنه يحاول الانتقام منهم دون سبب واضح.
تسعى "ليزا" لمعرفة السبب و تكتشف أن "كرم" كان يعرف "تونى" أثناء عمله فى البنك الدولى، و شاهد بنفسه الصفقات التجارية للمواد الغذائية و الدوائية التى كان يقوم بتصديرها إلى دول العالم الثالث، كما شاهد بنفسه كيفية نهب الماس من القارة السمراء. كل هذا يتم بالتعاون بين "تونى" و صديقه اليهودى "دامون" الذى يغرقه بالمال و الجنس من كل ناحية. و بسبب هذه الصفقات توفى ابنه الوحيد "خالد" و تحولت زوجته الوفية إلى مومس.
الفكرة الأساسية فى الرواية هى الصراع الثقافى بين الشرق و الغرب إلا أن الرواية لم تفصح عن موطن أى شخصية، لا تذكر إلا الشمال و الجنوب، الشرق و الغرب أو القارة السمراء، حتى الجزيرة مجهولة المكان و يبدو أن هذا التعميم مقصود.
الملفت للنظر هنا أن "ليزا" هى التى تسعى و تجاهد لمعرفة الحقيقة، بينما "كرم" رغم أنه ضحية فساد حكومته من ناحية و أطماع الغرب من ناحية ثانية إلا أنه يفكر بشكل سلبى تماما، يعيش فى الأوهام و الأحلام، يغيب أحيانا فى الوجدانيات و لا يهتم بالدفاع عن نفسه و لا يرغب فى المعرفة و لا المواجهة.
فى النهاية ينقذهم "كرم" من هذا المأزق من أجل عيون "لورا" الصغيرة البريئة التى تذكره بابنه المتوفى. أعادهم إلى وطنهم ثم استدار عائدًا بالقارب إلى الجزيرة، و فى هذه اللحظة أمر "دامون" باطلاق المدفع صوب القارب.
قد تكون النهاية صادمة لكنه واقعية.
