مساحة إعلانية
الشاعر والباحث عبد الستار سليم يكتب: مِــن الـتــــــــاريــــخ
هو كمال الدين جعفر بن ثعلب الإدفوى ، الفقيه الشافعى ، المولود فى فى " إدفـــو " بصعيد مصر ، فى أواخر القرن السابع الهجرى ، الثالث عشر الميلادى ، فقيه وأديب ، ومؤرخ ، وشاعر صعيدى ، عاش خلال العصر المملوكى ، و درس فى "قـــوص " ، التى كانت تُعدّ أكبر مدرسة إسلامية فى صعيد مصر ، تحاكى مدارس القاهرة وبقية العالم الإسلامى ، ثم انتقل الإدفوى إلى القاهرة ، ليتلقى العلم على أيدى كثير من العلماء المشايخ بالمدرسة الصالحية ، التى أنشأها الملك الصالح نجم الدين أيوب ،حيث كانت القاهرة قبلة لعلماء المشرق والمغرب ، ومن شيوخه أبو حيان الغرناطى ، وتاج الدين الدشناوى ، وبدر الدين بن جماعة ، عاش الإدفوى فى القاهرة واتخذ المدرسة الصالحية سكنا له ، حتى توفاه الله ، فى نهاية النصف الأول من القرن الثامن الهجرى ، عن عمر ناهز الستين عامًا، بعد عودته من الحج ، كان الإدفوى مؤرخا ، و أديبا ، و فقيها ولغويا وشاعرا ، وكانت له خبرة فى النظم والنثر ، كما كان مؤلفا مشهورا . . و من مؤلفاته الشهيرة ، كتاب " الطالع السعيد الجامع أسماء نجباء الصعيد " ، وهو آخر مؤلفاته ، وفيه يشير إلى كتبه الأخرى التى ألّفها ، وكتاب " الإمتاع فى أحكام السماع " ذكره صاحب كتاب ( كشف الظنون ) ولخصه أبو حامد المقدسى ، وسمّاه (تشنيف الأسماع ) ، والكتاب يبحث فى صنوف الغناء من حيث جوازه وتحريمه ، وفى آلات العزف والضرب ، ومنه نسخة فى دار الكتب المصرية ، وأخرى فى مكتبة الأزهر ، وديوان أشعار الإدفوى ( الغرر المأثورة والدّرر المنظومة ، المشهورة ) ، وكتاب "فرائـد الفوائـد ومقـاصِـد القواعِـد " فى علم الفرائض ،(وهو علم المواريث ) ، وكتاب " البدر السافر عن أُنس المسافر" ، منه نسخة فى مكتبة فيـيــنّا ، ونسخة أخرى فى الفاتيكان ، ونسخة ثالثة فى مكتبة فاتح فى استانبول ، وأخرى فى مركز الماجد للتراث بدبىّ بالإمارات العربية
وللإدفوى قصيدة شعرية مليئة بالأحاسيس الجياشة ، يقول فــيـها :
(أحِـنُّ إلى أرض الصعــــيــد و أهـــلـــهـا
و يزداد وَجْـــــدِى حين تبــدو قِـبابُـــها
وتذكـــرها فى ظُـــلمة الليل مُهــجــتى
فتـجرى دمـــوعــى إذ يـــزيد التـهابُــها
وما صعُــــبـت يــــوما عـلىّ مُـــلِـــمَّــة ٌ
وشـــاهــــدتها إلا وهانــــت صــعابـــها
بـــلادٌ بــــها كان الشــباب مُـساعِـــدى
عــلى نيــل آمــال عـــزيز طِــــلا بُـــها
مواطِنُ أهلى ثم صــحبى و جــــــيرتـى
وأول أرض مَــسّ جِــلْـدى تـــرابُــــهــا)