مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

فــــن x فــــن

العمدة| صلاح السعدني.. مشوار درامي يساوي فلسفة حياة  

2024-04-19 19:48:21 -  تحديث:  2024-04-19 20:20:52 - 
العمدة| صلاح السعدني.. مشوار درامي يساوي فلسفة حياة   
صلاح السعدني

 كتب- سيد طنطاوي

لا تمثل وفاة صلاح السعدني مجرد رحيل فنان، لكنها فقدان لأكثر فنان صدّق الشارع أدواره وشعر بنفسه فيها، من العمدة سليمان غانم، إلى الرجل الكبارة العاقل في الناس في كفر عسكر وحسن أرابيسك الرجل المجدع الذي تحبه كل الحارة.

براعة صلاح السعدني تجلت في معرفته حجم موهبته ورضاه برزقه الفني، وهذا كان نابعًا في الأساس من كونه مثقفًا حقيقيًا، وهذا أيضًا نجده في مقولة شقيقه الأكبر وملك القلم الكاتب الكبير محمود السعدني، حينما سُئل عن الثلاثي عادل إمام وسعيد صالح وصلاح السعدني فكان رده عبقريًا مثله فقال: أكثرهم موهبة سعيد وأكثرهم ذكاءً عادل، وأكثرهم ثقافة صلاح.

يتجلى هذا بوضوح في السؤال الذي سأله الكاتب الكبير الراحل مفيد فوزي لصلاح السعدني حينما قال له: أنت زاملت عادل إمام في كلية الزراعة وتعاونتم سويًا، فهل تغضب حينما ترى أن شهرته أكثر منك، فكان رد صلاح السعدني أيضًا هو رد الكبار بحجم موهبته وثقافته وذكاءه فقال: الحياة بالنسبة لي تركيبة مختلفة، فيها إيمان بأشياء خاصة جدًا، ولا يعنيني مين اسمه أكبر، ما جايز دا حجم موهبتي، ومن خلال حجمها عملت لنفسي مكانة، كبرت أو صغرت دي مسألة مبتوقفش عندها على الإطلاق.

سهل جدًا أن نرى مصر بكل خصالها في الشخصيات التي قدمها الكبير صلاح السعدني، منّ منا شاهد حلم الجنوبي، ولم يشعر أنه قابل نصر وهدان القط في الحياة وتعامل معه.

أيضًا منّ منا لم ير حسن اربيسك في منطقته وحارته ونزل من منزله ليستشيره في أموره واتخذه كبيره في كثير من المواقف، بالإضافة إلى العمدة سليمان غانم في ليالي الحلمية مع الاختلاف.

الحقيقة الثابتة أن الفنان صلاح السعدني متشبع بمصريته ومؤمن بها، لذلك كان قادًرا على تجسيد حياة 104 ملايين مصري، دون أن يسقط في فخ أن يكون هناك تشابه بين شخصية وأخرى.

ربما يرى البعض في ذلك مبالغة، لكن هذه هي الحقيقة وما مكن صلاح السعدني من ذلك أن عرف حجم موهبته الكبيرة فتحرك داخلها قانعًا بها، لذلك رغم أنه كان بين جيل العظماء لم يضع نفسه في يوم في مقارنة مع أحد، لأنه كان يعرف من هو، وهناك كثيرون عاشوا وقدموا أعمالًا ربما تفوق أعمال عمدة الدراما في العدد لكن ظلوا يضعون أنفسهم في مقارنات، أما صلاح السعدني فكان فيلسوفًا فنيًا، يرسم الشخصية ويُعطيها بصمته وهذه ليست أي بصمة هذه بصمة العمدة.

قناعة صلاح السعدني الفنية بنفسه جعل أدوارًا عظيمة تذهب عليه بعد أن ترشح لها عمالقة مثل دور حسن أرابيسك الذي ترشح له عادل إمام، لكن في النهاية كان رزق السعدني، ورزق كل من أُعجب بالمسلسل.

هذا ليس تقليلًا من الزعيم الكبير حبيب صلاح السعدني "عادل إمام"، لكن حينما أخبرت صديق من عشاق الزعيم أن الفنان عادل إمام كان مرشحًا للدور فكان رده: الحمد لله إنه معملوش.. أنا مش شايف في الدور غير صلاح السعدني.

مشوار صلاح السعدني الدرامي.. هو مشوار في حياة كل المصريين، وأعماله فلسفة حياة يمكن الاعتماد عليها ككتالوج أو كتاب نسير على نهجه.

وداعًا العمدة صلاح السعدني.

مساحة إعلانية