مساحة إعلانية
سلطان مملوكي مصرى، وهو رابع سلاطين الدولة المملوكية، ومؤسسها الحقيقى، الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري الصالحي النجمي - نسبة إلي الملك الصالح نجم الدين أيوب - حقّق خلال حياته، العديد من الانتصارات، ضد الصليبيين، وخانات المغول، ابتداءً من معركة المنصورة ضد الصليبيين، ومعركة عين جالوت ضد المغول، وانتهاءً بمعركة “ الأبلستين “ التي دارت بينه وبين المغول المتحالفين مع جيش الأتراك .. لقّبه الملك الصالح أيوب - في دمشق- بـ “ رُكن الّدين”، وبعد وصوله للحكم لقّب نفسه بالملك الظاهر، ولُقّب بأبي الفتوح سلطان مصر والشام، وخلال حكمه، أحيا الخلافة العباسية في القاهرة، بعدما قضي عليها المغول في بغداد، كما استولي علي إمارة إنطاكية الصليبية . اشتهر بيبرس بذكائه العسكري والدبلوماسى، وكان له دور كبير في تغيير الخريطة السياسية والعسكرية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، ولد بيبرس نحو ( 625 هـ / الموافق 1228 م )، بدأ مملوكا، يُباع في أسواق بغداد والشام، وانتهي به الأمر سلطانا، بل أحد أعظم السلاطين في العصر الإسلامي الوسيط .. وقد وصفه المؤرخ “ابن إياس” بأنه كان شجاعا بطلا، ولقد قام بيبرس بإصلاحات اجتماعية وإدارية عديدة في البلاد، وكان يشرف بنفسه علي تظلمات الناس في دار العدل، وكان ينزل من قلعة الجبل متنكرا، ويطوف بالقاهرة ليعرف أحوال الناس، وكان متواضعا، يشارك الجنود في حفر الخنادق، كما أنه في عهده، أعيد فتح الجامع الأزهر - علي أساس المذهب السني -بعد أن أغلقه صلاح الدين الأيوبى، ليمنع دراسة المذهب الشيعي ..!
شنّ الفِرِنجة هجوما مباغتا علي الجيش المصرى، وارتبك الجيش بسبب مقتل قائده، وكادت تكون كسْرة (بلغة التاريخ وقتئذ)، إلا أن خطة معركة المنصورة -أو “ مصيدة “ المنصورة - التي رتّبها بيبرس القائد الجديد للمماليك الصالحية - أو البحرية - وبموافقة شجرة الدر، التي كانت الحاكمة الفعلية لمصر، بعد موت زوجها سلطان مصر “ الصالح نجم الدين أيوب”.. قاد بيبرس الهجوم المعاكس - في تلك المعركة - ضد الإفرنج، وتسبب بنكبتهم الكبري في المنصورة، والتي تمّ فيها أسْر الملك الفرنسي “لويس التاسع“، وحبسه في دار” ابن لقمان“ ..! كل هذا أكسبه حب الناس وانبهارهم به، فأطلقوا عليه ألقابا، مثل “ أبو الفقراء والمساكين “ و“أسد مصر“..! ونظرا لأعماله البطولية، التي قام بها ذوْدًا عن الإسلام، وتصدّيًا لأعدائه من الصليبيين، والمغول، تحول الظاهر بيبرس في الوجدان الشعبي المصري من حاكم، إلي بطل، صاحب السيرة الشعبية “سيرة الظاهر بيبرس “وأصبح يروي سيرته قصّاصون محترفون يُعرفون باسم “ الظاهرية“ - علي غرار“ الرفاعية “ و“الشاذلية“، وكانت كتيبات السيرة تُباع في حواري القاهرة القديمة والمكتبات، التي كانت تجاور مسجدي الحسين والأزهر، ومن المعروف أن الملاحم تختلط فيها الوقائع التاريخية بالخيال، وقد تتحول إلي قصة شعبية خيالية، وتشكلت فيها سيرته، كملحمة للبطولة، تثير النخوة في نفوس الشعب .