مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

الشاعر والباحث / عـبد الستار سليم:الصحابي الجليل سراقة بن مال وسوار كسري

2025-02-16 21:44:17 -  تحديث:  2025-02-16 21:45:16 - 
الشاعر والباحث / عـبد الستار سليم:الصحابي الجليل سراقة بن مال وسوار كسري
الشاعر والباحث عبد الستار سليم
منبر

هو  الصحابىّ الجليل  سراقة بن مالك بن جُعشُم  المدلجى الكنانى المضرى  أحد أشراف قبيلة كنانة، وسيّد قبيلة مدلج، وهو أيضا شاعر مخضرم ، و قائف ( القيافة هى قصّ الأثر) ، ارتبطت سيرته بهجرة النبيّ ( صلى الله عليه وسلم )و صاحبه أبى بكر الصديق (رضى الله عنه )  سرًّا من مكة إلى المدينة 
وسراقة  سيّد من سادة العرب المرموقين ، وهو فارس من بنى مدلج، و  واحد من أصحاب المروءات المعدودين، يطعم الجائع ، ويؤمن الخائف، ويجير المستجير، - ولسيادته وشرفه كانت العرب تجلّه..!
وعندما بثّت قريش عيونها فى سُبُل مكة وشعابها بحثًا  عن النبى ، و يئست أن تعثر على النبى، وضعت جائزة  "مائة رأس من الإبل"  لمن يأتيها  به حيّا أو ميتا، فما كاد سراقة يسمع بالنوق المئة ، حتى اشتد حرصه عليها، فكان سراقة هو الوحيد من  الذين استطاعوا اللحاق بالنبى محمد وأبى بكر  ودليلهما  عبد الله بن أريقط الليثى الكنانى، لكنه ما لبث أن عثرت فرسه ، وهمّ بالرجوع ، وما ردّه إلا طمعه فى النوق ، فلم يبتعد  كثيرا حتى أبصر النبى محمد فمدّ يده إلى قوسه، ولكن يده جمدت  فى مكانها، ثم غاصت قوائم فرسه  فى الأرض الصلدة ، فقال  ادعوَا  لى ربكما أن يطلق قوائم فرسى ولكما علىّ أن أكفّ عنكما ، فدعا له النبى فأطلق الله له قوائم فرسه، وقالا له : فقط  رُدّ عنّا الناس،  فقال والله لا يأتيكما منى شئ تكرهانه ، فقال له النبى :"ما تبتغى منا؟  "فقال والله يا محمد  إنى لأعلم أنه سيظهر دينك  ويعلو أمرك ، فعاهدنى إذا أتيتك فى ملكك أن تكرمنى ، واكتب لى بذلك ، أريد كتاب أمان ، فأمر النبى (صلى الله عليه وسلم ) "عامر بن فهيرة " فكتب له فى رقعة من جلد، ولما همّ بالانصراف  قال له النبى  "كيف بك يا سراقة إذا لبست  سوارىْ كسرى "، فقال سراقة " كسرى بن هرمز "؟ ، قال الرسول  "نعم  كسرى بن هرمز "

وعاد سراقة فقال للناس : ارجعوا  فقد نفضت الأرض نفضا بحثا عنه فلا ترهقوا أنفسكم فيما لا طائل  من ورائه ، وكتم خبره مع  النبى وصاحبه حتى أيقن أنهم بلغوا المدينة ، وأصبحا فى مأمن ، عند ذلك أذاع الخبر ، فلما سمع أبو جهل بموقفه لامه على تخاذله .. 
فقال سراقة  لأبى جهل :
أبا حكَمٍ  والله لو كنت شاهدا 
لأمر جوادى  إذ  تسوخ قوائمه 
علمت ولم تشكُك بأن محمدً
رسول ببرهان  فمن ذا   يقاومه 
وفى زمن خلافة عمر ، لما فتح سعد بن أبى وقاص المدائن، أرسل  سوارىْ كسرى وتاجه  ضمن الغنائم  إلى الخليفة عمر  ، فدعا عمر سراقة ، و ألبسه  سوارىْ كسرى،  فتحقق لسراقة وعْدُ النبى، وقال عمر : الحمد لله الذى ألبس  رجلا أعرابيا من بنى مدلج  سوارىْ  كسرى ..!

مساحة إعلانية