مساحة إعلانية
أبو الريحان محمد بن أحمد البِـيرونى، الباحث المسلم ، كان رحّالة ، وعلَمًا فى علم التنجيم ، وفيلسوفا فلكيّا ، وجغرافيّا ، ورسّام خرائط، وعالم نبات ، وجيولوجيّا ، و فيزيائيّا ، ورياضيّا ، وصيدلانيّا ، ومؤرّخا ، ومترجما .. وُصف بأنه من بين أعظم العقول التى عرفتها الثقافة الإسلامية ، وقد قال بدوران الأرض حول محورها فى كتابه ( مفتاح علم الفلك ) ..
وهو المولود فى خوارزم ( التابعة حاليا لدولة أوز بكستان ) ، فى النصف الثانى من القرن الرابع الهجرى ، العاشر الميلادى، والمتوفى عن عمر يناهز الخمسة وسبعين عاما ، و " أبو الريحان " لقب أطلقته عليه أمُّه، لأنه فى صغره لاحظت عليه أنه كان يتأمل الزهور - شكلها ورائحتها - كثيرا ، فكانت تناديه : يا أبا الريحان .. أما اسم البِيرونى (يُنطق بالباء المكسورة وليست المفتوحة كما ينطقها البعض ) -قيل إن كلمة " بِيرونى " معناها " الغريب " - ويعتبر البيرونى واحدا من أعظم العلماء الذين عرفهم العصر الإسلامى الذهبى فى القرون الوسطى ، وكانت له مكانة مرموقة ، مؤرخا وعالم لغويات، وتم إدخال دراساته وكتبه إلى السجلات الفلكية ، وما زالت تستخدم إلى الآن ، حيث إن ملاحظاته ودراساته وكتبه فى مجال الفلك كانت مرجعا للعديد من علماء الغرب ، و من أبرزهم العالم " ريتشارد دونور " ، الذى كانت دراسات البيرونى مرجعه فى حساب حركة القمر
كما تمكن البيرونى من التوصل الى أن سرعة الضوء أكبر من سرعة الصوت ، كما أنه من أبرز علماء المسلمين الذين قاموا بتحديد اتجاه القبلة ، من خلال دراساته وأبحاثه الفلكية ، ونظرياته الرياضية ، مما يثبت دور علوم الرياضيات- المفيد للغاية - فى الدين.. كما طوّر تقنيات جبرية جديدة لحل معادلات الدرجة الثالثة ، وابتكر برهانا جديدا لمساحة المثلث وحساب أضلاعه..!
درس البيرونى كل مجالات العلوم تقريبا ، حيث جرى البحث العلمى جنبًا إلى جنب مع منهجه وتفكير الدين الإسلامى ، وكان البيرونى متحدثا باللغات الخوارزمية والفارسية والعربية والإغريقية والسنسكريتية والعبرية التراثية والسريانية .. قضى البيرونى أغلب وقته فى "غزنة " التى صارت عاصمة غزنويان الواقعة حاليا فى الوسط الشرقى لأفغانستان
درس البيرونى - فى بداية عمره - الفقه الإسلامى والنحو وعلم الكلام والرياضيات وعلم الفلك والطب والفلسفة ، وكان له باع فى علم الفيزياء وغيرها من المجالات العديدة ، فقد كتب البيرونى العديد من المؤلفات فى مسائل علمية وتاريخية وفلكية، وله مساهمات فى حساب المثلثات والدائرة وخطوط الطول والعرض ، ودوران الأرض، واشتهر أيضا بمؤلفاته عن الصيدلة والأدوية ، حيث كتب فى أواخر حياته كتابا أسماه " الصيدنة فى الطب " أى الصيدلة ، وكان الكتاب عن ماهيات الأدوية ومعرفة أسمائها ، وهو صاحب كتاب " قانون المسعودى " وهو موسوعة عن علم الفضاء- فى الهيئة والنجوم - والجغرافيا والهندسة، كَـتَـبه وأهداه إلى مسعود بن محمود الغزنوى حاكم الدولة الغزنوية ، وله أيضا كتاب
" التفهيم لأوائل صناعة التنجيم " و كتاب " استخراج الأوتار فى الدائرة " بخواص الخط المنحنى فيها ، و وضع طريقة لقياس نصف قطر الأرض ، وهو أبو " الجاذبية " الأرضية ، فقد تحدث عن الجاذبية قبل العالم الإنجليز، إسحاق نيوتن بحوالى سبعة قرون..!
، كما يُلقّب البيرونى بـ " مؤسس الهنديات أو علم الهند " ، كما كان معروفا بكتاباته الموضوعية عن عادات و عقائد العديد من الأمم ، ولُقّب بالأستاذ نظرًا لوصفه غير المسبوق للهند فى بداية القرن الحادى عشر، وبسبب منهجيته واكتشافاته ، فهو الذى شجع على دراسة علم الفلك ، وإجراءات الأبحاث فيه، وسُمّيت مدينة " بيرونى " تيمّنًا باسمه
ومن أهم كتبه كتاب "الآثار الباقية، عن القرون الخالية "، وكتاب " القانون المسعودى " فى الهيئة والنجوم ، كما صنّف كتبا تربو عن المائة والعشرين كتابا