مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

الشاعر والباحث عـبد الستار سليم يكتب:الفيلسوف والعالم أبو الريحان البيروني صاحب القانون المسعودي

2024-04-28 21:22:34 -  تحديث:  2024-04-28 21:04:16 - 
الشاعر والباحث عـبد الستار سليم يكتب:الفيلسوف والعالم أبو الريحان البيروني صاحب القانون المسعودي
الشاعر عبد الستار سليم

أبو الريحان  محمد بن أحمد البِـيرونى، الباحث المسلم ، كان رحّالة ، وعلَمًا فى علم التنجيم  ، وفيلسوفا فلكيّا ،  وجغرافيّا ، ورسّام خرائط، وعالم نبات ،  وجيولوجيّا ،  و فيزيائيّا ، ورياضيّا ، وصيدلانيّا ، ومؤرّخا ، ومترجما .. وُصف بأنه من بين أعظم العقول  التى عرفتها الثقافة الإسلامية ، وقد قال بدوران الأرض حول محورها فى كتابه ( مفتاح علم الفلك ) ..
وهو  المولود  فى خوارزم ( التابعة حاليا لدولة أوز بكستان ) ، فى النصف الثانى من القرن الرابع الهجرى ، العاشر الميلادى، والمتوفى عن عمر يناهز الخمسة وسبعين عاما ،  و " أبو الريحان " لقب أطلقته عليه  أمُّه، لأنه فى صغره لاحظت  عليه أنه كان يتأمل الزهور - شكلها ورائحتها - كثيرا ، فكانت تناديه : يا أبا الريحان ..  أما اسم البِيرونى (يُنطق بالباء المكسورة وليست المفتوحة كما ينطقها البعض ) -قيل إن كلمة " بِيرونى " معناها " الغريب " - ويعتبر البيرونى واحدا  من أعظم العلماء الذين عرفهم العصر الإسلامى الذهبى فى القرون الوسطى ، وكانت له مكانة مرموقة ، مؤرخا وعالم لغويات،  وتم إدخال دراساته وكتبه  إلى السجلات الفلكية ، وما زالت تستخدم إلى الآن ، حيث إن ملاحظاته ودراساته وكتبه  فى مجال الفلك كانت مرجعا للعديد  من علماء الغرب ، و من أبرزهم  العالم " ريتشارد  دونور " ، الذى كانت دراسات البيرونى مرجعه فى حساب حركة القمر
كما تمكن البيرونى من التوصل الى أن سرعة الضوء أكبر من سرعة الصوت ، كما أنه  من أبرز  علماء المسلمين الذين قاموا بتحديد اتجاه القبلة ، من خلال دراساته وأبحاثه الفلكية ، ونظرياته الرياضية ، مما يثبت  دور  علوم الرياضيات- المفيد للغاية - فى الدين.. كما طوّر تقنيات جبرية  جديدة لحل معادلات الدرجة الثالثة ، وابتكر برهانا جديدا  لمساحة المثلث  وحساب أضلاعه..! 
درس البيرونى كل مجالات العلوم تقريبا ، حيث جرى البحث العلمى  جنبًا إلى جنب مع منهجه  وتفكير الدين الإسلامى ، وكان البيرونى متحدثا باللغات الخوارزمية والفارسية والعربية والإغريقية  والسنسكريتية  والعبرية التراثية والسريانية .. قضى البيرونى أغلب وقته فى "غزنة " التى صارت عاصمة غزنويان  الواقعة حاليا فى الوسط الشرقى لأفغانستان
درس البيرونى - فى بداية عمره - الفقه الإسلامى والنحو  وعلم الكلام والرياضيات  وعلم الفلك والطب والفلسفة ، وكان له باع فى علم الفيزياء وغيرها من المجالات العديدة ، فقد كتب البيرونى العديد من المؤلفات فى مسائل علمية  وتاريخية وفلكية، وله  مساهمات فى حساب المثلثات  والدائرة وخطوط الطول والعرض ، ودوران الأرض، واشتهر أيضا بمؤلفاته  عن الصيدلة  والأدوية ، حيث كتب فى أواخر حياته كتابا أسماه " الصيدنة فى الطب "  أى الصيدلة ، وكان الكتاب عن ماهيات الأدوية  ومعرفة أسمائها ، وهو صاحب كتاب " قانون المسعودى "  وهو  موسوعة عن علم الفضاء- فى الهيئة والنجوم -  والجغرافيا والهندسة، كَـتَـبه وأهداه إلى  مسعود بن محمود  الغزنوى حاكم الدولة الغزنوية ،  وله أيضا كتاب 
" التفهيم لأوائل صناعة التنجيم " و كتاب " استخراج الأوتار فى الدائرة  " بخواص الخط المنحنى فيها ، و  وضع طريقة لقياس نصف قطر الأرض ، وهو  أبو " الجاذبية " الأرضية ، فقد تحدث عن الجاذبية قبل العالم الإنجليز، إسحاق نيوتن بحوالى سبعة قرون..!
، كما يُلقّب البيرونى بـ  " مؤسس الهنديات  أو علم الهند " ، كما كان معروفا  بكتاباته الموضوعية عن عادات و عقائد العديد من الأمم ، ولُقّب بالأستاذ  نظرًا لوصفه غير المسبوق للهند  فى بداية القرن الحادى عشر، وبسبب منهجيته  واكتشافاته ، فهو الذى شجع على دراسة علم الفلك ، وإجراءات الأبحاث فيه، وسُمّيت مدينة " بيرونى " تيمّنًا  باسمه 
ومن أهم كتبه كتاب "الآثار الباقية، عن القرون الخالية "، وكتاب " القانون المسعودى "  فى الهيئة والنجوم ، كما صنّف كتبا  تربو عن المائة والعشرين كتابا

مساحة إعلانية