مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

الشاعر والباحث عـبد الستار سليم يكتب :الصحابي الجليل أبو الدرداء الأنصاري

2024-04-08 08:39 AM - 
الشاعر والباحث عـبد الستار سليم يكتب :الصحابي الجليل أبو الدرداء الأنصاري
الشاعر عبد الستار سليم
منبر

 

حــــكـيم الأمّـــــــة

هو عويمر بن مالك الأنصارى  الخزرجى الملقّب بحكيم الأمة ، المولود فى عام 586 للميلاد ، فى المدينة المنوّرة السعودية ،، و عبد الله بن رواحة هو أخوه  لأمّه ، وزوجته هجيمة أم الدرداء ، وله ابن اسمه بلال (أبو الدرداء  من الأنصار   من بنى كعب بن الخزرج بن الحارث ) ولم يكن له ولد اسمه الدرداء ، أما كنيته " أبو الدرداء " فسببها أنه دَرِدَ فى سن الأربعين ( أي سقطت أسنانه كلها ، أو تحاتّت ، أو تكسّرت إلى أصولها ..
ولقد انسحبت الكنية على زوجته أيضا ، أم الدرداء ) ، وكان أبو الدرداء قبل إسلامه تاجرا ، فلما أسلم - ويُذكر أنه تأخر إسلامه إلى يوم " بدر" - لم يقوَ على  الجمع بين التجارة والعبادة ، فترك التجارة ولزم العبادة  .. 
وكان الصحابة ( رضوان الله عليهم ) يحفظون له منزلته ، وقد رُوِى أن الصحابة كانوا يقولون " أرحمُنا بنا أبو بكر ، و أنطقنا بالحق عمر ، وأميننا أبو عبيدة ، و أعلمنا بالحرام  والحلال معاذ ، وتبعهم عويمر أبو الدرداء بالعقل " ، و قال عنه النبى (صلى الله عليه وسلم ) : " هو حكيم أمّتى "
فهو الصحابى الفقيه والقاضى و قارئ القرآن ، وأحد رواة الحديث  النبوى ، وهو أحد الذين جمعوا القرآن  على عهد النبى ( صلى الله عليه وسلم ) ، فقد قيل : مات النبى (صلى الله عليه وسلم) ، ولم يجمع القرآن غير أربعة : أبو الدرداء ومعاذ وزيد بن ثابت وأبو أيوب ، كما أن النبى محمد ( صلى الله عليه وسلم )  آخى بينه وبين  سلمان الفارسى 
دافع عن النبى  يوم أُحُـد ، وقد أبلَى يومها بلاءً حسنا  فى القتال - دفاعا عن النبى محمد -  فدعا النبي له وقال " نعم الفارس عويمر " ، وشهِد أبو الدرداء ما بعد ذلك من الوقائع ، وكان من المجتهدين  فى التعبّد وقراءة القرآن الكريم ، وبعد وفاة النبى محمد ، واتساع الفتوحات الإسلامية ، كان أهل الشام قد كثروا ، وملؤوا المدائن ، واحتاجوا إلى من يعلّمهم القرآن ، ويفقّههم ، فأمر الخليفة عمر بن الخطاب  أبا الدرداء بالخروج إلى الشام ليعلّم الناس القرآن ويفقّههم فى الدين ، ففعل ..
 رحل أبو الدرداء  إلى الشام بعد فتحها ، وفى خلافة عثمان بن عفان ولّاه معاوية بن أبى سفيان  قضاء دمشق ، وظل بها إلى أن  مات فيها فى خلافة عثمان بن عفان (رضى الله عنه ) ، و لما  حضرت معاذ بن جبل الوفاة قالوا  له " أوصنا " فقال : التمسوا العلم عند أربعة ، عند عويمر أبى الدرداء ، وسلمان ،وابن مسعود ، وعبد الله بن سلام " ، وقال أبو ذر لأبى الدرداء " ما حملت ورقاء ، ولا أظلت خضراء ، أعلمَ منك يا أبا الدرداء " …
 ومن الجدير بالذكر  أن  عمر بن الخطاب قد أعلى من قدر أبى الدرداء ، ففرض له 400 درهم  فى الشهر،  كالبدريين (أهل بدر) ..!
 و توفى أبو الدرداء فى دمشق  سوريا ، فى ثلاثينيات القرن الأول الهجرى ..!

مساحة إعلانية