مساحة إعلانية
حــــكـيم الأمّـــــــة
هو عويمر بن مالك الأنصارى الخزرجى الملقّب بحكيم الأمة ، المولود فى عام 586 للميلاد ، فى المدينة المنوّرة السعودية ،، و عبد الله بن رواحة هو أخوه لأمّه ، وزوجته هجيمة أم الدرداء ، وله ابن اسمه بلال (أبو الدرداء من الأنصار من بنى كعب بن الخزرج بن الحارث ) ولم يكن له ولد اسمه الدرداء ، أما كنيته " أبو الدرداء " فسببها أنه دَرِدَ فى سن الأربعين ( أي سقطت أسنانه كلها ، أو تحاتّت ، أو تكسّرت إلى أصولها ..
ولقد انسحبت الكنية على زوجته أيضا ، أم الدرداء ) ، وكان أبو الدرداء قبل إسلامه تاجرا ، فلما أسلم - ويُذكر أنه تأخر إسلامه إلى يوم " بدر" - لم يقوَ على الجمع بين التجارة والعبادة ، فترك التجارة ولزم العبادة ..
وكان الصحابة ( رضوان الله عليهم ) يحفظون له منزلته ، وقد رُوِى أن الصحابة كانوا يقولون " أرحمُنا بنا أبو بكر ، و أنطقنا بالحق عمر ، وأميننا أبو عبيدة ، و أعلمنا بالحرام والحلال معاذ ، وتبعهم عويمر أبو الدرداء بالعقل " ، و قال عنه النبى (صلى الله عليه وسلم ) : " هو حكيم أمّتى "
فهو الصحابى الفقيه والقاضى و قارئ القرآن ، وأحد رواة الحديث النبوى ، وهو أحد الذين جمعوا القرآن على عهد النبى ( صلى الله عليه وسلم ) ، فقد قيل : مات النبى (صلى الله عليه وسلم) ، ولم يجمع القرآن غير أربعة : أبو الدرداء ومعاذ وزيد بن ثابت وأبو أيوب ، كما أن النبى محمد ( صلى الله عليه وسلم ) آخى بينه وبين سلمان الفارسى
دافع عن النبى يوم أُحُـد ، وقد أبلَى يومها بلاءً حسنا فى القتال - دفاعا عن النبى محمد - فدعا النبي له وقال " نعم الفارس عويمر " ، وشهِد أبو الدرداء ما بعد ذلك من الوقائع ، وكان من المجتهدين فى التعبّد وقراءة القرآن الكريم ، وبعد وفاة النبى محمد ، واتساع الفتوحات الإسلامية ، كان أهل الشام قد كثروا ، وملؤوا المدائن ، واحتاجوا إلى من يعلّمهم القرآن ، ويفقّههم ، فأمر الخليفة عمر بن الخطاب أبا الدرداء بالخروج إلى الشام ليعلّم الناس القرآن ويفقّههم فى الدين ، ففعل ..
رحل أبو الدرداء إلى الشام بعد فتحها ، وفى خلافة عثمان بن عفان ولّاه معاوية بن أبى سفيان قضاء دمشق ، وظل بها إلى أن مات فيها فى خلافة عثمان بن عفان (رضى الله عنه ) ، و لما حضرت معاذ بن جبل الوفاة قالوا له " أوصنا " فقال : التمسوا العلم عند أربعة ، عند عويمر أبى الدرداء ، وسلمان ،وابن مسعود ، وعبد الله بن سلام " ، وقال أبو ذر لأبى الدرداء " ما حملت ورقاء ، ولا أظلت خضراء ، أعلمَ منك يا أبا الدرداء " …
ومن الجدير بالذكر أن عمر بن الخطاب قد أعلى من قدر أبى الدرداء ، ففرض له 400 درهم فى الشهر، كالبدريين (أهل بدر) ..!
و توفى أبو الدرداء فى دمشق سوريا ، فى ثلاثينيات القرن الأول الهجرى ..!
