مساحة إعلانية
هو ثالث سلاطين الدولة المملوكية فى مصر ، فهو سلطان مملوكى ، حكم لمدة سنة واحدة ، استطاع خلالها أن يُلحق أول هزيمة قاسية بجيش المغول ، بعد أن أسقطوا بغداد وأسقطوا الشام ، وكانت الخطة التالية للمغول هى الاستيلاء على مصر ، إلا أن " قطز "أوقف هذا الزحف الهمجى ، بعد انتصاره الساحق على جيوش التتار والمغول فى موقعة عين جالوت الفاصلة ..!
كان" قطز "طفلا ملكيا ، فأبوه ابن عم السلطان جلال الدين خوارزمى ، وأمه أخت السلطان .. تم اختطافه عقب انهيار الدولة الخوارزمية على أيدى التتار، فانتقل قطز بين الأطفال الذين انتقلوا إلى دمشق ( اسمه محمود بن ممدود بن خوارزم شاه ، وزوجته هى جلّنار. حب الرمّان ، هى جهاد ابنة الملك جلال الدين فهو ابن عمتها) ،
و " قطز " اسم أطلقه عليه التتار الذين اختطفوه ، و " قطز " معناه باللغة المغولية
" الكلب الشرس " ، بسبب أنه قاومهم بشراسة خلال اختطافهم وبيعهم إياه وهو صغير ، فاشتهر بهذا الاسم ، بعد أن ألقت به الظروف فى قبضة " المغول" ، فتحول من " أمير " إلى " رقيق أبيض" يباع بالدينار ويخضع لمالكه الذى اشتراه
بعد اختطافه تناقلته أيادى النخاسين ، إلى أن اشتراه الأمير عز الدين أيبك فى الدولة الأيوبية فى مصر
اعتنى به الصالح نجم الدين أيوب وتربى عسكريا على يد عز الدين أيبك ، فصار عز الدين أيبك بمثابة أستاذه ، وتفوق " قطز " على أقرانه من المماليك
إلى أن صار " قطز " أحد أبرز القادة فى التاريخ الإسلامى ، واشتهر بدوره الحاسم فى التصدى للمغول وإنقاذ العالم الإسلامى من خطرهم ، أما "المظفّر " فقد كان نعتا خاصا بالسلطان " قطز" - و هو من الظفَر وهو النصر المبين - بمعناه العسكرى ومدلوله الدينى ..
و الناس فى مصر يعرفون " سيف الدين قطز" ، ويعرفون رواية " وا إسلاماه " الذى روى فيها الكاتب " على أحمد باكثير" قصة هذا البطل ، صاحب الانتصار على التتار والمغول
يُعدّ "قطز" بطل معركة " عين جالوت " ، وقاهر التتار والمغول ، ومحرر القدس منهم ، و كانت القيادة الحكيمة السبب فى انتصاره بعين جالوت ، ورغم قوته إلا أنه لم يكمل فى الحكم إلا عاما واحدا ، لكنه فى تلك الفترة القصيرة ، استطاع إعادة تعبئة وتجميع جيش الاسلام ، واستطاع وقف زحف التتار الذى كاد أن يقضى على الدولة الإسلامية بأكملها
و يقول المؤرخون " عين جالوت " هى معركة من أعظم معارك التاريخ البشرى ، وهى التى أوقفت الزحف المغولى على أراضى المسلمين ، فقد أعادت للإسلام هيبته ، وللبلاد أمنها و عزّها ، وأحيت دولة المماليك وكسرت شوكة المغول وطردتهم من بلاد الشام وحررتها منهم ، ليتأسس عهد جديد ، ستدخل فيه المنطقة إلى فترة من الاستقلال والأمن والازدهار ..
ومن الجدير بالذكر أن "جلّنار حب الرمان " هى صاحبة عبارة " وا.. إسلاماه " والتى كانت آخر كلمة نطقت بها قبل أن تموت شهيدة على يد التتار فى عين جالوت
والمعركة كانت من أهم المعارك التى شكلت منعطفا حاسما فى التاريخ الإسلامى ، وفيها انتصر المسلمون بقيادة السلطان المملوكى " سيف الدين قطز" على جيش التتار المغولى بزعامة "هولاكو " ، فى منطقة بفلسطين - تقع بين نابلس وبيسان - حيث استطاع جيش المماليك بقيادة سيف الدين قطز إلحاق أول هزيمة قاسية بجيش التتار والمغول ، ووقعت المعركة بعد انتكاسات مريرة لدول ومدن العالم الإسلامى ، وكان النصر على يد الملك المظفّر " قطز " ..!