مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

الشاعر والباحث عبد الستار سليم يكتب:الملك المظفر سيف الدين قطز قاهر المغول

2025-06-21 07:49:57 - 
الشاعر والباحث عبد الستار سليم يكتب:الملك المظفر سيف الدين قطز قاهر المغول
الشاعر والباحث عبد الستار سليم
منبر

هو ثالث سلاطين  الدولة المملوكية فى مصر ، فهو سلطان مملوكى ، حكم لمدة سنة واحدة ، استطاع خلالها  أن يُلحق أول هزيمة قاسية  بجيش المغول ،  بعد أن أسقطوا بغداد وأسقطوا الشام ، وكانت الخطة التالية  للمغول هى الاستيلاء على مصر ، إلا أن " قطز "أوقف هذا الزحف الهمجى  ، بعد انتصاره الساحق على جيوش التتار والمغول فى  موقعة عين جالوت الفاصلة  ..!
 كان"  قطز "طفلا ملكيا ، فأبوه ابن عم السلطان جلال الدين خوارزمى ، وأمه أخت السلطان .. تم اختطافه عقب انهيار الدولة الخوارزمية  على أيدى التتار، فانتقل  قطز  بين الأطفال  الذين انتقلوا  إلى دمشق ( اسمه محمود بن ممدود بن خوارزم شاه ، وزوجته هى جلّنار. حب الرمّان ، هى جهاد ابنة الملك جلال الدين فهو ابن عمتها) ،
 و " قطز " اسم أطلقه عليه التتار الذين اختطفوه ، و  " قطز "  معناه باللغة   المغولية
" الكلب الشرس " ، بسبب أنه  قاومهم بشراسة خلال اختطافهم وبيعهم إياه وهو صغير ، فاشتهر بهذا الاسم ، بعد أن ألقت به الظروف  فى قبضة " المغول" ،  فتحول من " أمير "  إلى " رقيق أبيض" يباع بالدينار  ويخضع لمالكه الذى اشتراه
 بعد اختطافه تناقلته أيادى النخاسين ، إلى أن اشتراه الأمير عز الدين أيبك فى الدولة الأيوبية فى مصر 
اعتنى به الصالح نجم الدين  أيوب وتربى عسكريا  على يد عز الدين أيبك ، فصار عز الدين أيبك بمثابة أستاذه ، وتفوق  " قطز " على أقرانه من المماليك
إلى أن  صار " قطز "  أحد أبرز  القادة فى التاريخ الإسلامى ، واشتهر بدوره الحاسم  فى التصدى  للمغول  وإنقاذ العالم الإسلامى  من خطرهم  ، أما "المظفّر " فقد كان نعتا خاصا بالسلطان " قطز" - و هو  من الظفَر وهو النصر المبين - بمعناه العسكرى ومدلوله الدينى ..
و الناس فى مصر  يعرفون " سيف الدين قطز" ، ويعرفون رواية " وا إسلاماه " الذى روى فيها  الكاتب " على أحمد باكثير"  قصة هذا البطل ، صاحب الانتصار على التتار والمغول 
يُعدّ "قطز"  بطل معركة " عين جالوت " ، وقاهر التتار والمغول ، ومحرر القدس منهم ، و كانت القيادة الحكيمة السبب فى انتصاره  بعين جالوت ، ورغم قوته  إلا أنه لم يكمل فى الحكم  إلا  عاما واحدا ، لكنه فى تلك الفترة القصيرة ، استطاع إعادة تعبئة  وتجميع جيش الاسلام ، واستطاع وقف زحف التتار الذى  كاد أن يقضى على الدولة  الإسلامية بأكملها
 و يقول المؤرخون  " عين جالوت " هى معركة من أعظم معارك  التاريخ البشرى ، وهى التى أوقفت الزحف المغولى على أراضى المسلمين ، فقد أعادت للإسلام هيبته ، وللبلاد أمنها  و عزّها ، وأحيت دولة المماليك  وكسرت شوكة  المغول وطردتهم من  بلاد الشام وحررتها منهم ، ليتأسس عهد جديد ، ستدخل فيه المنطقة إلى فترة من الاستقلال والأمن والازدهار ..
 ومن الجدير بالذكر أن  "جلّنار حب الرمان " هى صاحبة عبارة " وا.. إسلاماه " والتى كانت آخر كلمة نطقت بها قبل أن تموت  شهيدة  على يد التتار  فى عين جالوت  
 والمعركة كانت من أهم المعارك  التى شكلت  منعطفا حاسما فى التاريخ الإسلامى ،   وفيها انتصر المسلمون  بقيادة السلطان المملوكى  " سيف الدين قطز"  على جيش التتار المغولى  بزعامة  "هولاكو " ، فى منطقة بفلسطين - تقع بين نابلس وبيسان -  حيث استطاع جيش المماليك بقيادة سيف الدين قطز إلحاق أول هزيمة قاسية بجيش التتار والمغول ، ووقعت المعركة  بعد انتكاسات مريرة  لدول ومدن العالم الإسلامى  ، وكان النصر على يد الملك المظفّر " قطز " ..!

مساحة إعلانية