مساحة إعلانية
في مصر زمان .. المطربة ألمظ مطربة الخديوي
الست " ألمظ " ، المغنية المصرية ، نجمة الطرب ، و أميرة الغناء ، فى عصر الخديوى إسماعيل الذى كان معجبا - بل شديد الإعجاب - بفنّها، فقد كانت تغنى أدوار عبده الحامولى باقتدار، كانت تمتاز بصوتها العذب الجذاب ، واسمها الأصلى " سكينة " ، لكن " ألمظ " غلب على اسمها الأصلى ، لصفاء ونقاوة صوتها ، ولما له من بريق أخاذ ، وقد ظلت ألمظ فى شهرتها وجمهورها ومحبة الناس لها ، أعظم مطربة
وتصفها كتب التاريخ بأنها كانت رائعة الجمال ، خمرية اللون ، واسعة العينين ، كثيفة الحاجبين .. أما صوتها فكان فى الحسن آية ، وكان من الأصوات النادرة التى تهبها الطبيعة لمن تصطفيهم ..كان فيه قوة وجهارة ، يمتد معها حيث تشاء له أن يمتد ويعلو ، يزينه رنين عذب ساحر ، لتصبح واحدة من ألمع كواكب الغناء فى عهد الخديوى إسماعيل ، وقالوا إن الشيخ يوسف المنيلاوى على ما فى صوته من قوة وحسن وجمال لم يكن إلا شيئا ضئيلا إذا قيس بصوت " ألمظ" فى ذلك العصر، وأصبحت مطربة القصر ، لجمال صوتها ، وما كانت تتمتع به من شخصية جذابة ..!
وهناك من يقول إن والدها كان جواهرجيا، ولذلك أطلق عليها اسم ( ألماس) ، وقد حرفه أبناء الشعب إلى ( ألماظ) ، ثم ( ألمظ ) تخفيفا ، وأصبح هذا هو اسمها الذى عُرفت به واستقرت عليه ،
وقيل إن ألمظ هى فتاة مصرية لأب سورى جاء إلى القاهرة وعاش فى حى " باب الخلق"
و بعضهم قال إنها ابنة الإسكندرية المولودة فى عام 1860 م و لم تعمّر طويلا ، فقد رحلت وهى فى ريعان الشباب ، و عندما وافتها المنية ، حزن الخديوى إسماعيل حين تلقى خبر وفاتها ، وعبر عن تقديره لها بأن سمح لأهلها بمرور جثمانها فى ساحة عابدين
والجدير بالذكر أنه فى ذلك الزمان ، كانت المطربة الكبيرة والشهيرة - فى ذلك الوقت - واسمها " ساكنة " ، و التى منحها الخديوى لقب البكوية ، ( فصار اسمها ساكنة بك ) ضمت ألمظ إلى تختها بعد أن أُعجبت بصوتها وتوقعت له النجاح ، وذلك لتأتمر بما تأمرها ، و تتقى شر منافستها وتفوقها عليها ، إلا أن انضمام ألمظ لفرقة ( ساكنة ) قد هيّأ لألمظ أسباب النجاح بفضل ما وصلت إليه من تمرين على الغناء ، حيث تعلمت أصول ا لطرب والغناء ،
وأخيرا فشلت ( ساكنة ) فى السيطرة على ألمظ والتغلب عليها ، ففصلتها من فرقتها . . فأنشأت ألمظ " تختا " خاصا بها ، ومنذ ذلك الحين بدأت شهرة ألمظ تزيد ، و بدأ نجم ( ساكنة ). فى الأفول ، بسبب سطوع نجم ألمظ ، مما عجّل بالقضاء على صيت وشهرة المطربة القديمة
ونذكر أن ألمظ و عبده الحامولى كانا صوتين من أهم الأصوات المصرية والعربية فى القرن التاسع عشر ، وكونا ثنائيا طبّقت شهرته الآفاق ، و لما جمع بينهما بيت الزوجية ، ولغيرة زوجها عليها منعها من الغناء فاعتزلت ، وتوفيت فى ريعان الشباب ، (عن 36 عاما) ..!
ومن أغنياتها الشهيرة
(ياللى بتحب الوصال …وبتحسبه أمره ساهل
دا شئ صعب المنال … وبعيد عن كل جاهل )
فردّ عليها عبده الحامولى بأغنية تقول :
روحى وروحك حبايب … من قبل دا العالم والله
واهل المودّة قرايب … والقلب مش سالم والله
ولها أغنية تقول :
عدّى يا المحبوب وتعالى … وان ما جيتش أجيلك أنا
وان كان البحر غويط … أعملّك قلبى سآلة ( أي سقّالة )
وكان لها العديد من الأدوار الجميلة ، ومن أشهرها :
لازم أهشُّه دا العصفور… وانكُشـلُه عشّه دا العصفور
وابن الأكابر دا العصفور… ع العشق صابر دا العصفور
ولها طقطوقة تذاع بصوت المطرب "عبد الحى حلمى" تقول :
إذا ما الطائر الصدّاح قد هدهده اللحـنُ
ورفّت نسمة الفجر على أشجانه تحنو
هناك السحر والأحلام والألحان والفنُّ
ونشير إلى أن أعمال ألمظ الغنائية ما زالت تعيش بيننا ، فقد قامت المطربة اللبنانية لور دكّاش بغناء بعض أغانى ألمظ ، منها أغنية ( خلّى صدودك وهجرك ) ،
ولمزيد من التعرف على الفنانة ألمظ ، أرشّح مطالعة كتاب ( أعلام الموسيقى المصرية عبر 150 سنة ) لمؤلفه عبد الحميد توفيق زكى ، وكتاب ( شيوخ الغناء والموسيقى ) لمؤلفه فوزى السعداوى ، و كتاب ( فنانو الإسكندرية ) لمؤلفه فكرى بطرس