مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

الشاعر والباحث عبد الستار سليم يكتب:المطربة ألمظ

2024-09-09 03:37:13 -  تحديث:  2024-11-30 04:30:49 - 
الشاعر والباحث عبد الستار سليم يكتب:المطربة ألمظ
الشاعر والباحث عبد الستار سليم
منبر

في مصر زمان .. المطربة ألمظ مطربة الخديوي 

الست " ألمظ " ، المغنية المصرية  ، نجمة الطرب ، و أميرة الغناء ، فى عصر الخديوى إسماعيل الذى كان معجبا - بل شديد الإعجاب - بفنّها، فقد كانت تغنى أدوار عبده الحامولى باقتدار، كانت  تمتاز بصوتها العذب الجذاب ، واسمها الأصلى " سكينة " ، لكن  " ألمظ "  غلب على اسمها الأصلى ، لصفاء ونقاوة صوتها ، ولما له من بريق أخاذ ، وقد ظلت ألمظ  فى شهرتها  وجمهورها  ومحبة الناس لها ، أعظم مطربة 
وتصفها كتب التاريخ بأنها كانت رائعة الجمال ، خمرية اللون ، واسعة العينين ، كثيفة الحاجبين .. أما صوتها فكان فى الحسن آية ، وكان من الأصوات النادرة  التى تهبها الطبيعة لمن تصطفيهم ..كان فيه قوة وجهارة ، يمتد معها حيث تشاء له أن يمتد  ويعلو ،  يزينه رنين  عذب ساحر ، لتصبح  واحدة من ألمع كواكب الغناء فى عهد الخديوى إسماعيل ، وقالوا إن الشيخ يوسف المنيلاوى  على ما فى صوته من قوة وحسن وجمال لم يكن إلا شيئا ضئيلا إذا قيس  بصوت " ألمظ" فى ذلك العصر، وأصبحت مطربة القصر  ، لجمال صوتها ، وما كانت تتمتع به من شخصية  جذابة ..! 

 وهناك من يقول إن والدها كان جواهرجيا، ولذلك أطلق عليها اسم ( ألماس) ، وقد حرفه أبناء الشعب إلى ( ألماظ) ، ثم (  ألمظ ) تخفيفا ، وأصبح هذا هو اسمها الذى عُرفت به  واستقرت عليه ، 
وقيل  إن ألمظ  هى فتاة  مصرية لأب سورى جاء إلى القاهرة وعاش فى حى " باب الخلق"

و بعضهم قال إنها ابنة الإسكندرية  المولودة فى عام 1860 م  و لم تعمّر طويلا ، فقد رحلت وهى فى ريعان الشباب  ، و عندما وافتها المنية ، حزن الخديوى إسماعيل حين تلقى خبر وفاتها ، وعبر عن تقديره  لها بأن سمح لأهلها بمرور جثمانها فى ساحة عابدين 
 
والجدير بالذكر أنه فى ذلك الزمان ، كانت المطربة الكبيرة والشهيرة  - فى ذلك الوقت -  واسمها " ساكنة " ،  و التى منحها الخديوى لقب البكوية  ، ( فصار اسمها ساكنة بك ) ضمت ألمظ إلى تختها  بعد أن أُعجبت بصوتها  وتوقعت له  النجاح ، وذلك لتأتمر بما تأمرها ، و تتقى شر منافستها وتفوقها  عليها ، إلا أن انضمام ألمظ لفرقة ( ساكنة ) قد هيّأ لألمظ أسباب النجاح  بفضل ما وصلت إليه  من تمرين على الغناء  ، حيث تعلمت أصول ا لطرب  والغناء ، 
وأخيرا فشلت ( ساكنة )  فى السيطرة على ألمظ والتغلب عليها ، ففصلتها  من فرقتها . .  فأنشأت ألمظ " تختا " خاصا بها ، ومنذ ذلك الحين  بدأت شهرة ألمظ تزيد ، و بدأ نجم ( ساكنة ). فى الأفول ، بسبب سطوع نجم ألمظ ، مما عجّل بالقضاء على  صيت وشهرة  المطربة القديمة 

ونذكر أن ألمظ و عبده الحامولى كانا صوتين  من أهم الأصوات  المصرية والعربية فى القرن التاسع عشر ، وكونا ثنائيا طبّقت شهرته الآفاق ، و لما جمع بينهما بيت الزوجية ، ولغيرة زوجها عليها  منعها من الغناء فاعتزلت ، وتوفيت فى ريعان الشباب ، (عن 36 عاما) ..!  
ومن أغنياتها الشهيرة 
(ياللى بتحب الوصال …وبتحسبه أمره ساهل
 دا شئ صعب المنال … وبعيد عن كل جاهل ) 
فردّ عليها عبده الحامولى بأغنية تقول :

روحى وروحك حبايب … من قبل دا العالم والله 
واهل المودّة قرايب … والقلب مش سالم    والله 

ولها أغنية تقول  :
عدّى يا المحبوب وتعالى … وان ما جيتش أجيلك أنا
وان كان البحر غويط … أعملّك قلبى سآلة ( أي سقّالة ) 
وكان لها العديد من الأدوار الجميلة ، ومن أشهرها :

لازم أهشُّه  دا العصفور… وانكُشـلُه عشّه  دا العصفور 
وابن الأكابر دا العصفور… ع العشق صابر دا العصفور 

ولها طقطوقة تذاع  بصوت المطرب "عبد الحى حلمى"  تقول :

إذا ما الطائر الصدّاح  قد هدهده اللحـنُ
ورفّت نسمة الفجر  على   أشجانه   تحنو 
هناك السحر  والأحلام  والألحان   والفنُّ

ونشير إلى أن أعمال ألمظ الغنائية ما زالت تعيش بيننا ، فقد قامت المطربة اللبنانية لور دكّاش بغناء بعض أغانى ألمظ ، منها أغنية ( خلّى صدودك وهجرك ) ، 

ولمزيد من التعرف على الفنانة ألمظ ، أرشّح مطالعة  كتاب ( أعلام الموسيقى  المصرية عبر 150 سنة ) لمؤلفه عبد الحميد توفيق زكى ، وكتاب ( شيوخ الغناء والموسيقى ) لمؤلفه  فوزى السعداوى ، و كتاب ( فنانو الإسكندرية ) لمؤلفه  فكرى بطرس

مساحة إعلانية