مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

الشاعر والباحث عبد الستار سليم يكتب:الصحابية‭ ‬الجليلة‭ ‬أم‭ ‬معبد‭ ‬الخزاعية‭ ‬ومعجزة‭ ‬الشاة

2025-01-28 08:15:40 -  تحديث:  2025-01-28 08:15:32 - 
الشاعر والباحث عبد الستار سليم يكتب:الصحابية‭ ‬الجليلة‭ ‬أم‭ ‬معبد‭ ‬الخزاعية‭ ‬ومعجزة‭ ‬الشاة
الشاعر والباحث عبد الستار سليم
منبر

هى‭ ‬السيدة‭ ‬عاتكة‭ ‬بنت‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬مـنـقـذ‭ ‬الخزاعية،‭ ‬وكانت‭ ‬امرأة‭ ‬بَرْزَة‭ ‬جَلْدَة،‭ ‬تحتبى‭ ‬بفناء‭ ‬الخيمة،‭ ‬ثم‭ ‬تسقى‭ ‬و‭ ‬تطعم‭.. ‬صحابية‭ ‬استضافت‭ ‬النبى‭ ‬محمد‭ ‬ا‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ) ‬فى‭ ‬خيمتها،‭ ‬أثناء‭ ‬رحلة‭ ‬هجرته‭ - ‬وصاحبه‭ - ‬من‭ ‬مكة‭ ‬إلى‭ ‬يثرب‭ ( ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم،‭ ‬وصاحبه‭ ‬أبو‭ ‬بكر‭ ‬الصديق‭ ‬رضى‭ ‬الله‭ ‬عنه،‭ ‬وعامر‭ ‬بن‭ ‬فهيرة،‭ ‬مولى‭ ‬أبى‭ ‬بكر‭ -‬رضى‭ ‬الله‭ ‬عنهما‭ - ‬ودليل‭ ‬الرحلة‭ ‬الليثى‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬بن‭ ‬أريقط‭ )‬،‭ ‬نزلوا‭ ‬بخيمة‭ ‬أم‭ ‬معبد،‭ ‬وأرادوا‭ ‬القِرَى‭ - ‬والقِرى‭ ‬هو‭ ‬الطعام‭(‬من‭ ‬اللحم،‭ ‬والتمر‭) ‬ليشتروه‭ - ‬وسألوها‭ ‬‮«‬‭ ‬هل‭ ‬عندك‭ ‬شئ؟‮»‬،‭ ‬فقالت‭ : ‬والله‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬عندنا‭ ‬شئ‭ ‬ما‭ ‬أعوزكم‭ ‬القِرَى‭ - ‬وكانت‭ ‬سنة‭ ‬جدباء‭ - ‬فلم‭ ‬يجدوا‭ ‬عندها‭ ‬شيئا‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬فنظر‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ (‬صلّى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلّم‭ ) ‬إلى‭ ‬شاة‭ ‬فى‭ ‬أسفل‭ ‬جانب‭ ‬الخيمة،‭ ‬فقال‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ : ‬ما‭ ‬هذه‭ ‬الشاة‭ ‬يا‭ ‬أم‭ ‬معبد‭ ‬؟‮»‬،‭ ‬قالت‭ : ‬‮«‬‭ ‬هى‭ ‬شاة‭ ‬خلّـفها‭ ‬الجهد‭ ‬عن‭ ‬الغنم،‭ ‬فقال‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ : ‬‮«‬هل‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬لبن‭ ‬؟‮»‬‭ ‬فقالت‭ ‬‮«‬‭ ‬هى‭ ‬أجهد‭ ‬من‭ ‬ذلك‮»‬،‭ ‬و‭ ‬والله‭ ‬ما‭ ‬عندنا‭ ‬طعام،‭ ‬ولا‭ ‬لنا‭ ‬شاة‭ ‬إلا‭ ‬حائل،‭ (‬والحائل‭ ‬هى‭ ‬التى‭ ‬لم‭ ‬تحمل،‭ ‬وضرعها‭ ‬صغير،‭ ‬لا‭ ‬حليب‭ ‬فيه‭ )‬،‭ ‬فقال‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ : ‬‮«‬‭ ‬أتأذنين‭ ‬لى‭ ‬أن‭ ‬أحلبها‭ ‬؟‭ ‬‮«‬،‭ ‬فقالت‭ ‬‮«‬‭ ‬نعم‭ ‬بأبى‭ ‬وأمى،‭ ‬إن‭ ‬رأيت‭ ‬بها‭ ‬حلْبا‭ ‬فاحلبها‭ ‬‮«‬،‭ ‬فمسح‭ ‬بيده‭ ‬الشريفة‭ ‬على‭ ‬ضرعها،‭ ‬و‭ ‬سمّى‭ ‬الله‭ ‬ودعا،‭ ‬فدرّت‭ ‬اللبن،‭ ‬فدعا‭ ‬بـعَسّ‭( ‬العسّ‭ ‬الإناء‭ ‬الكبير‭ )‬،‭ ‬فحلب‭ ‬حتى‭ ‬علَته‭ ‬الرغْوَة،‭ ‬وقال‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬‮«‬‭ ‬اشربى‭ ‬يا‭ ‬أم‭ ‬معبد‭ ‬‮«‬،‭ ‬فقالت‭ : ‬اشرب‭ ‬أنت،‭ ‬فأنت‭ ‬أحقّ‭ ‬به،‭ ‬فردّه‭ ‬عليها‭ ‬فشربت،‭ ‬ثم‭ ‬دعا‭ ‬بحائل‭ ‬أخرى،‭ ‬ففعل‭ ‬بها‭ ‬مثل‭ ‬ذلك،‭ ‬فسقى‭ ‬عامرا،‭ ‬وابن‭ ‬أريْقط،‭ ‬ثم‭ ‬صاحبه‭ ‬أبا‭ ‬بكر،‭ ‬ثم‭ ‬شرب‭ ‬هو‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬،‭ ‬حتى‭ ‬ارتوَوا‭ ‬جميعا‭.. ‬ثم‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يغادروا،‭ ‬حلب‭ ‬مِلْء‭ ‬الإناء،‭ ‬وتركه‭ ‬لأم‭ ‬معبد،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬بايعها‭..!‬
و‭ ‬طلبت‭ ‬قريش‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬،‭ ‬حتى‭ ‬بلغوا‭ ‬أم‭ ‬معبد‭ ‬فسألوا‭ ‬عنه،‭ ‬قالوا‭ ‬أرأيت‭ ‬محمدا‭ - ‬ووصفوه‭ ‬لها‭ - ‬فقالت‭ ‬ما‭ ‬أدرى‭ ‬ما‭ ‬تقولون،‭ ‬قَدِمَنَا‭ ‬فتىً‭ ‬حالب‭ ‬الحائل‭..! ‬وما‭ ‬لبث‭ ‬أن‭ ‬رجع‭ ‬زوجها،‭ ‬فلما‭ ‬رأى‭ ‬اللبن‭ ‬عجب‭ ‬فقال‭ ‬لها‭ : ‬من‭ ‬أين‭ ‬لك‭ ‬هذا‭ ‬والشاة‭ ‬عازب،‭ ‬ولا‭ ‬حلوبة‭ ‬فى‭ ‬البيت‭ ‬؟
‭( ‬الشاة‭ ‬عازب‭ : ‬يقصد‭ ‬أن‭ ‬الغنم‭ ‬غائبة‭ ‬بعيدة‭ ‬فى‭ ‬المرعى‭ )‬،‭ ‬فقالت‭ : ‬لا‭ ‬والله‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬مرّ‭ ‬بنا‭ ‬رجل‭ ‬مبارك،‭ (‬ووصفته‭ ‬لزوجها،‭ ‬بوصف‭ ‬لم‭ ‬يزل‭ ‬هو‭ ‬أحسن‭ ‬ما‭ ‬وصف‭ ‬به‭ ‬أحدٌ‭ ‬النبىّ‭ ‬محمدا‭ ‬صلّى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ )‬،‭ ‬و‭ ‬منه‭ ‬قولها‭ :‬
‮«‬‭ ‬رأيت‭ ‬رجلا‭ ‬ظاهر‭ ‬الوضاءة،‭ ‬حسن‭ ‬الخُلق،‭ ‬قسيم،‭ ‬وسيم،‭ ‬فى‭ ‬عينيه‭ ‬دعج،‭ ‬أحور،‭ ‬أكحل،‭ ‬أزجّ،‭ ‬أقرن،‭ ‬فى‭ ‬لحيته‭ ‬كثافة،‭ ‬إذا‭ ‬صمت‭ ‬فعليه‭ ‬الوقار،‭ ‬وإذا‭ ‬تكلم‭ ‬سما‭ ‬وعلاه‭ ‬البهاء،‭ ‬حلو‭ ‬المنطق،‭ ‬فصل،لا‭ ‬نزْر‭ ‬ولا‭ ‬هذَر،‭ ‬كأن‭ ‬منطقه‭ ‬خرَزات‭ ‬نظْم‭ ‬ينحدرْن،‭ ‬أبهى‭ ‬الناس‭ ‬وأجمله‭ ‬من‭ ‬بعيد،‭ ‬وأحلاه‭ ‬وأحسنه‭ ‬من‭ ‬قريب،‭ ‬وهو‭ ‬أنضر‭ ‬الثلاثة‭ ‬منظرا،‭ ‬وأحسنهم‭ ‬قدّا،‭ ‬له‭ ‬رفقاء‭ ‬يحفّون‭ ‬به،‭ ‬إن‭ ‬قال‭ ‬استمعوا‭ ‬لقوله،‭ ‬وإن‭ ‬أمر‭ ‬تبادروا‭ ‬إلى‭ ‬أمره‭.... ‬‮«‬‭( ‬إلى‭ ‬آخر‭ ‬قولها‭ ‬فى‭ ‬وصف‭ ‬النبى‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭).. ! ‬فلما‭ ‬سمع‭ ‬وصفه،‭ ‬قال‭ : ‬هو‭ ‬والله‭ ‬صاحب‭ ‬قريش،‭ ‬الذى‭ ‬ذُكر‭ ‬لنا‭ ‬من‭ ‬أمره‭ ‬ما‭ ‬ذُكر‭ ‬بمكة،‭ ‬ولقد‭ ‬هممت‭ ‬أن‭ ‬أصحبه،‭ ‬ولأفعلَنّ‭ ‬إن‭ ‬وجدت‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬سبيلا،‭ (‬وقد‭ ‬أسلمت‭ ‬أم‭ ‬معبد،‭ ‬هى،‭ ‬وزوجها‭ ) . . !‬

مساحة إعلانية