مساحة إعلانية
الصحابية الجليلة (نسيبة بنت كعب) أول مقاتلة في تاريخ الإسلام
المرأة المسلمة، شاركت في نشر الدين منذ أشرقت شمس الرسالة المحمدية، ويجدر بالذكر أن نقول إنّ أول من آمن بالنبي امرأة (هي السيدة خديجة)، وأول من صلّي خلف النبي امرأة (هي السيدة خديجة)، وأول من سكن الحرم هي امرأة ( هي السيدة هاجر)، وأول من فاضت روحه في سبيل هذا الدين امرأة (السيدة سميّة بنت خباط أم عمّار بن ياسر، فكانت أول شهيدة في الإسلام )، فلا غرو أن تكون أم عمارة أول مقاتلة في تاريخ الإسلام ( رضي الله عنهن أجمعين )
أم عمارة هي نُسيْبَة بنت كعب الأنصارية الخزرجية، هي الصحابية الخزرجية، التي تنتمي إلي بني النجار، أخوال عبد المطلب بن هاشم جد النبي محمد - والخزرج هي تلك القبيلة التي سكنت « يثرب « قبل الإسلام ..! وقد كانت من أوائل أهل يثرب دخولا في الإسلام، و بايعت النبي محمد، في بيعة العقبة الثانية ( هي و أسماء بنت عمر أم معاذ بن جبل ) مع نيّف وسبعين رجلا من أهل يثرب، و كانت ( أم عمارة ) من المخلصات في نشر الدين، فشاركت في غزوة أحد مع زوجها «غزية بن عمرو « وابنيها - حبيب وعبد الله - لتسقي الجرحي وتطبّبهم، كما شهدت العديد من المشاهد مع رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )، وهي بيعة العقبة، وأُحد، والحديبية، وخيبر، والعُمرة و قد شاركت أم عمارة في عدد من غزوات النبي محمد(صلي الله عليه وسلم )، وبعض معارك حروب الرّدّة، وأخوها عبد الله - شهد غزوات النبي محمد كلها، وحين مات - يومها - صلي عليه الخليفة عثمان بن عفان، أما أخوها الثاني فهو عبد الرحمن - أحد البكّائين الذين لم يكونوا يملكون ما يجعلهم قادرين علي المشاركة في غزوة «تبوك»، ونزل فيهم قوله تعالي (( ولا علي الذين إذا ما أتوْك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولّوْا وأعينهم تفيض من الدمع حَزَنًا ألّا يجدوا ما ينفقون)) -( رضي الله عن الجميع ) تزوجت أم عمارة - قبل الإسلام - من زيد بن عاصم الأنصارى، وهو من الصحابة الذين شهدوا بيعة العقبة وبدر ثم أُحد، وأنجبت له ولديه حبيب وعبد الله، و» حبيب « شهد بيعة العقبة وأحد والخندق وباقي الغزوات مع النبي محمد(صلي الله عليه وسلم )، ثم تزوجت من بعده «غزية بن عمرو الأنصاري « - وكان أيضا ممّن شهدوا بيعة العقبة وأحد وبعث النبي بابنها» حبيب « إلي مسيلمة الكذاب في اليمامة لمّا تنبأ، و لمّا لم يشهد لمسيلمة بالنبوّة ، اغتاظ فقطع أطرافه وألقاه في النار حتي استُشهد، أما عبد الله فهو الذي أجهز علي مسيلمة بسيفه في معركة اليمامة، أخذًا بثأر أخيه «حبيب « وعُرفت بحبها لرسول الله (ص) وظهر ذلك جليا في دفاعها عنه، ومقاتلتها دونه يوم أحد، وهي التي حملت السيف ودافعت عن النبي في « أُحد»، عندما دارت الدائرة علي المسلمين، هي وزوجها وابناها، وأبلت بلاءً حسنا، وجُرحت ثلاثة عشر جرحا، بين طعنة برمح، أو ضربة بسيف، وقُطعت يدها في يوم اليمامة، بعد أن جُرحت أحد عشر جرحا، وقالت للرسول (صلي الله عليه وسلم) أُدعُ لنا أن نرافقك في الجنة فقال « اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة «، وكان الرسول يقول عنها « لَـمقامُ نُسيْبَة اليوم خير من مقام فلان وفلان « عندما رآها يوم أُحد تقاتل أشد القتال، حازمة ثوبها وقد شاركت في غزوة بني قريظة، وغزوة خيبر، كما خرجت مع النبي محمد ضمن ألف وخمسمائة من المسلمين، لأداء العمرة، وظن المسلمون أن قريشا قتلت عثمان بن عفان - حين تأخرت عودته، وقد كان أرسله النبي ليخبر قريشا بأن مجيئهم كان فقط لأداء العمرة - فكانت ضمن من بايعوا النبي بيعة الرضوان علي الموت، ثأرًا لعثمان، وهي البيعة التي نزل فيها الوحي بقوله تعالي (( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا مبينا ))، أيضا قال النبي عن من بايعه يومها « لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة « رحم الله المجاهدة الصابرة و المخلصة لدينها و الشجاعة في الذود عنه، « نسيبة بنت كعب « رضي الله عنها وأرضاها، فهي التي قالت عندما جاءها خبر مقتل ابنها «حبيب» علي يد مسيلمة الكذاب، « لمثل هذا أعددته، وعند الله احتسبته …!