مساحة إعلانية
فن الواو فن من الفنون الشعبية الشفاهية والأدب الشعبي نوع من الأدب تبناه الشعب حين رأى فيه قدرة بالغة على التعبير عن احتياجاتهم العاطفية والوجدانية تجاه ما يتعرضون له من أحداث محزنة أو مبهجة ميلاد أو موت انتصار أو انكسار وحين تبناه الشعب حفظه من الضياع حفظا شفاهيا عن طريق الرواية من واحد لواحد ومن جيل للجيل التالي ، ومع كل رواية يتعرض النص إلى تعديل وتدوير وإعادة نظر وتغيير فيصبح النص قائله مجهولا ويكون القائل للنص أو المالك الحق للنص هو الشعب ، ثم تطورت الحياة ودخلت الطباعة في مصر مع قيام الحملة الفرنسية ونشأت الصحافة وانتشرت الصحافة كمهنة وبدأت طباعة الكتب ومنها الدواوين فانتقل الأدب من الشفاهي إلى المدون في حين ظلت الآداب الشفاهية مثل السير الشعبية والأمثال الشعبية والأغاني الشعبية التي تتناقلها الأجيال في الميلاد والسبوع والطهور والحناء والزفاف والعدودة في رثاء الميت وفن الواو والموال والكف والنميم حتى وقت قريب جدا بعيدا عن التدوين
وإذا كانت قصيدة العامية مرت من مرحلة الزجل إلى مرحلة القصيدة على يد بعض الرواد منهم فؤاد حداد والأبنودي وغيرهم حتى وصولها إلى قصيدة نثر العامية على يد بعضهم مثل مجدي الجابري وغيره انتقل أيضا فن الواو والكف والنميم والموال والعدودة إلى مرحلة التدوين ، فأصبح لدينا أجيال تكتب الفن على وسائل التواصل الاجتماعي كتابات يومية وتنشرها في دواوين وتقولها من ورقة مكتوبة في الأمسيات الشعرية مع حضور الارتجال والسجال على صفحاتهم أو الجروبات المخصصة لذلك ، وهذا ما أثرى الفن إنتاجا كما وكيفا وأفرز أجيال تستعصي على الحصر . وتوجد في العقود الثلاثة الأخيرة صحوة كبرى في فن الواو ربما يكون هناك أكثر من خمسين شاعرا في فن الواو ومن المتميزين جدا في جنوب الصعيد حاليا من الشباب دون الثلاثين ، وربما كان برنامج شعبيات على قناة طيبة الذي يقدم كل أسبوع ضيفين جديدين من الشعراء يكون دليلا يقول لنا أن هناك أجيالا جديدة يجب الالتفات إليها ، وفي قنا والأقصر عشرات الشعراء الجدد من بعد جيل الرواد ابن عروس وعلي النابي جاء جيل عظيم مثل عبد الستار سليم ومحمد امين خربوش وعادل صابر ومحمد النوبي وهناك حاليا في كل نوادي الأدب عدد غير قليل من المتخصصين في هذا الفن وفي إسنا نهضة عظيمة في هذا المجال كذلك في مدينة قوص التي تعد مهبط هذا الفن ومهده أذكر من الشعراء الذين اعرفهم معرفة شخصية من قنا والأقصر : شاذلي ابو ركبة و محمود رمضان محمد ابراهيم و محمود جاد خضيري و أبو ايمن وحمادة الفارسي و محمد عبدالرحيم البرزي و كمال الحمراني والمرحوم عبود القناوي ومراد محمد حسن و أحمد الشباط و عبيد أبو الري و فوزي عبدالسميع وخالد حلمي الطاهر سامي أبوالفتوح مدني سامي الهواري . وعندنا في أسوان عدد من المتميزين : أبو أميرة وعبدالناصر أبوبكر وعبده الشنهوري و فايز أبو حمزة وصلاح سيد وعبدالناصر أبوبكر وأميرة محمود ومحمد فريد ومحمد حمدي وشاذلي عباس والمرحوم جمال قرقار وغيرهم الكثير وكلهم مبدعون مع حفظ الألقاب والمقامات
وفن الواو
بيتان من الشعر على بحر المجتث
مستفعلن فاعلاتن / مستفعلن فاعلاتن
أربع شطرات أ ب ج د
أ ج قافية وب د قافية
...ويقول علي النابي
يصف محبوبته وهي تشرب من القلة
(خايف أقوله يقول لا
وقلبي مرعوب وخايف
ابقي قولي له يا قلة
حين توردي ع الشفايف)
وهو نوعان مفتوح يفهمه العامة
مثل
ابن عروس
(ولابد من يوم معلوم
تترد فيه المظالم
أبيض على كل مظلوم
أسود على كل ظالم)
ونوع مقفول يفهمه المتخصصون مثل
قول الشاعر عادل بهنسي
(سهرني همي منعسان1
جمر الجرايح غلبني2
كيف القهاوي منعسان3
كم ع المواقد غلبني4)
1صاحب
2 قهرني
3 اتمنع سنة
4 غلا البن على الموقد
في نهاية المقال اعلم جيدا أن هناك مئات الشعراء في قنا وسوهاج والأقصر والبحر الأحمر لا أعرفهم وأعتذر لهم لكن لن أبخل بجهد في البحث عنهم وتسليط الضوء على. إبداعاتهم لاحقا بنشيئة الله