مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

الشاعر الدكتور مصطفي رجب يكتب:أيامي السابقات ( 3)

2024-09-07 03:12:42 - 
الشاعر الدكتور مصطفي رجب يكتب:أيامي السابقات ( 3)
الشاعر الدكتور مصطفي رجب
منبر

كان قسم اللغة العربية الذي عينت به يضم تسعة أعضاء هيئة تدريس : واحد تونسي وواحد فلسطيني وواحد صعيدي ، والباقون من الدلتا ، وكان في الكلية كلها 37 مصريا ، منهم ثلاثة من الصعيد فقط  أستاذ فيزياء من علوم أسيوط  ( د. شوقي الجمال)، وأستاذ نحو وصرف بقسمنا من مركز قوص بقنا ( د. علي النابي )  وأنا ثالثهم ... وباقي ال 37 دلتاوية ويكاد يكون 60 %  منهم منايفة ..  وكان رئيس قسمنا كما ذكرت من قبل هو د. محمدين محمدين يوسف ( من دمياط) ، كان ( وما يزال ربنا يبارك في عمره وصحته) مرحا ، ضحوكا ،كريما ، إيجابيا ، مجاملا ، وكان الدكتور شوقي الجمال (الفيزيائي ) يشبهه في بعض تلكم الصفات .. أما الدكتور على النابي – رحمه الله – وهو من قرية تدعى المفرجية مركز قوص – إن لم تخني الذاكرة – فكان أزهريا تخرج في كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر ، وكان رحمه الله طيبا جدا ، خدوما ، كريما ، ولكنه بحكم صعيديته كان  عصبيا ، غضوبا ، حاد الطبع ، لا يعرف المجاملة إذا دخل في شقاق أو خلاف ، وكان متمكنا في تخصصه ( النحو والصرف) كل التمكن ..
كان الفلسطيني الوحيد معنا في الغرفة [ وهو الفلسطيني الوحيد في كل الكلية واسمه د. عبد الحميد ] عالما حقا ، درَّس الرياضيات ثمانية عشر عاما في التعليم الابتدائي في فلسطين ، ومع حبه للغة العربية حصل على ليسانس كلية اللغة العربية من جامعة الأزهر ودرس الماجستير والدكتوراة – في النحو والصرف - مع المرحوم الدكتور عبد العظيم الشناوي المحقق المعجمي الكبير .. وبحكم هذا التكوين كان الدكتور عبد الحميد الفلسطيني هذا يفوق كل أعضاء قسمنا في إتقان اللغة ومعرفة أسرارها ، فكانوا يكنون له بغضا وحقدا يظهر حينا ويتستر في أكثر الأحيان ...
ولما عينت محاضرا للنحو والصرف [ وأنا تربوي] لأكون ثالث الثلاثة ( د. على النابي ود. عبد الحميد وأنا) كان ذلك غير مستساغ عند الدكتور عبد الحميد الذي كان يجادل  التسعة فيفحمهم في بعض الأحيان ..
وكان أحد أساتذة الأدب العربي منياويا يسمى د. شبكة  عالي الصوت جدا ، إذا كان يشرح في فصل تتضرر من صوته أربعة فصول مجاورة ... وذات مرة كنت أجلس أنا والدكتور عبد الحميد على مكاتبنا ، وانطلق ( ميكروفون) د. شبكة  يقول : وقال المتنبي .... كذا وكذا ، فالتقط الدكتور عبد الحميد كلمة غريبة من بيت المتنبي وقال لي : " شو تعرب هاي الكلمة يا أبا درش ؟ " فأعربتها له فورا ، فطأطأ برأسه مؤيدا مبنسطا ، وكرر هذا الموقف معي مرة ثانية في أسبوع تالٍ ، ثم ثالث .... وكنت كل مرة حسن الظن به ولم يخطر ببالي أنه مازال موسوسا : ماالذي جاء بهذا التربوي بيننا ؟ ... إلى أن حدث ما حدث بعد ذلك ....
ونلتقي مساء ....

مساحة إعلانية