مساحة إعلانية
مع تصاعد نشاط أندية أعضاء هيئة التدريس بالجامعات وبلوغه الذروة عام 1988/ 1989 في المطالبة بتحسين الرواتب ، ومحاربة تطبيع العلاقات مع الجامعات الصهيونية ...الخ تلك المطالب ،
لم تجد الحكومة آنذاك حلا للمواجهة سوى أن تفرض نظام الفصلين الدراسيين بديلا لنظام العام الواحد ، بهدف إنهاك أعضاء هيئة التدرس وإشغالهم بالتدريس وشؤون الامتحانات بكل تعقيداتها وتوابعها المعروفة .
وكانت النتائج مريرة :
1- انحسار العام الدراسي وتقلصه (عمليا وحقيقةً ) إلى شهر ونصف في كل فصل دراسي . ومن يزعم غير ذلك فهو : كاذب كذاب كذوب كُذُبْذب - كما يعلم اللغويون! - ويعلم أنه كاذب !!
2- انتشار فكرة ( الرأفة ) لإنقاذ طلاب بينهم وبين النجاح درجات قلائل .
3- تحسين مفتعل في دخول أعضاء هيئة التدريس عن طريق التوسع في بيع الكتب والمذكرات ، وتفننهم في ذلك بإتباع المذكرات بملازم بها أسئلة تجاب وتعاد إليهم !!
وقد رضيت الحكومات المتعاقبة عن ذلك كل الرضا ، واستراحت من الزن عليها لتحسين الرواتب ، و" حظيت وبظيت !! " كما يروى في التراث !!
4- تدهور ملحوظ في مستوى الخريجين العلمي في كل التخصصات
5- ضغط نفسي مستمر على الجهاز الإداري بالجامعات لمتابعة شؤون الامتحانات ومراجعة النتائج وتطبيقات الرأفة....الخ
6- زيادة التكلفة المادية من طباعة كراريس إجابة وأوراق أسئلة مع ثبات المخصصات المالية لذلك.
7- توجه بعض " الفُكَّاك " [= جمع فكيك أي : ناصح !! ] حاليا إلى جعل الامتحانات بنظام كراسة واحدة توضع عليها علامات الصح والغلط توفيرا للنفقات !!
وهو وما راق صغار أعضاء هيئة التدريس الذين نالوا درجاتهم في هذا الزمن الجميييييل ، ولا صبر لهم على القراءة !!
مع أن الهدف الأصلي لذلك هو توفير نفقات طباعة الكراريس !!
8- تحقيق الهدف الأساسي من هذا النظام : وهو تحول أندية أعضاء هيئة التدريس إلى أماكن تؤجَّر أحيانا للسمر والفرح والرقص والغناء لتحقيق تمويل ذاتي لها !!!!!
فلا حل لهذه الأوضاع حاليا إلا بأن تجلس عزيزي القارئ : مسترخيا كل الاسترخاء ، هادئ النفس غاية الهدوء ،
وتعطي عقلك - إن كان لسه شغااااال - أجازة ،
وتريح أعصابك تماما( إن كنت ممن يتوترون )بأن تجلس في ناد من تلك الأندية ، وتطلب سحلبا في كوب من أكواب عصير القصب ،
وتستغرق في قراءة مقال رئيس تحرير أية جريدة قومية !!