مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

الشاعر الدكتور مصطفي رجب يكتب :أيامي السابقات ( 7)

2024-09-11 01:17 AM - 
الشاعر الدكتور مصطفي رجب يكتب :أيامي السابقات ( 7)
الشاعر الدكتور مصطفي رجب
منبر

..... وكان بلدياتي الذي التقطني من أمام كشك الصحف ، وأسكنني معه في حجرته قد طلب مني أن نتشارك في إيجار غرفته وأن نتشارك في المأكل والمشرب ، كانت مهمتي محدودة : أن أشتري بعض ما أفهم من الفواكه والخضروات ، وأن أغسل الصحون عقب الأكل ، وكانت مهمته : أن يشتري الكبائر كاللحوم والدجاج وأن يطبخ ... كان – رحمه الله – يزيد عني في الطول نحو أربعين سنتيمترا ، وتبدو صحته – برغم عمره – قوية جيدة ، وكان المصريون يأتون إليه فيعطونه مئات أو آلاف الريالات ، ويأخذها ذووهم في مصر من ابنه بالعملة المصرية ، دون حاجة للتعامل مع البنوك ودفع عمولاتها ، وقد عوَّد ابنه الكبير على أن يطلبه كل يوم جمعة [ فالمكالمات الهاتفية يوم الجمعة أرخص] ويكون الفتى أمامه ورقة فيقول له مثلا : فلان 2000ج فلان 5000 ج فلان 7000ج... وهكذا فلا تستغرق مكالمته أكثر من دقيقة أو دقيقتين !!
وقصة زواجه عجيبة جدا ، فقد كان يشهد فرحا لأحد أصدقائه في وسط شارع عريق بأسيوط أواسط الأربعينيات ، وقد جلس العروسان فيما يسمى ( الكوشة) والطبالون والزمارون  في غاية النشاط ، وفجأة دار صياح عظيم ، فقد اختلف والدا العريس والعروس على المبلغ الذي يكتبونه في ( القائمة) التي كانت تحرَّر يوم الفرح عادة قبيل عقد القران ... 
تزايد الصياح وتفرقت الأسرتان ، فقام العريس مما يسمى ( الكوشة) وهربوا ، وسيطر السكون والوجوم والحزن على العروس وأهلها ، فأخذت بلدياتي نزعة مروءة حادة ، فقام وأعلن أن سيجلس مكان العريس ويوقع على ( القائمة)  ويتزوج تلك العروس التي ما جاء إلا ليشهد فرحها ..
وقد رزقه الله منها ثلاثة بنين أكبرهم ذلكم الأستاذ الجامعي المرموق في إحدى كليات القمة [ الذي كان يقوم وهو طالب بتوصيل المبالغ لأهلها] والثاني رتبة عسكرية كبرى والثالث مهندس كبير ، وثلاث سيدات فضليات في مركز طيبة ...
وكان العجيب في تلك السيدة أنها كانت تأتي لزيارة صاحبي هذا من القاهرة إلى جدة إلى أبها إلى خميس ولا يدري بها إلا وهي تطرق عليه باب شقته تلك !! 
ونستكمل لا حقا

مساحة إعلانية