مساحة إعلانية
كان رئيس قسمنا [ الدمياطي ! ] الدكتور محمدين محمدين يوسف [ بارك الله في عمره وصحته] أزهريا متفتحا ودودا كريما ، وكان كلما حدث عنده حادث جلل : كأن ينجح أحد أبنائه ، يدعونا إلى غداء في بيته ، فإذا اصطففنا حول مائدة الغداء ، أخذ يشرح لنا قصة اللحم الذي بين أيدينا منذ كان فكرة إلى أن جاء أمامنا ، وكيف أنه يختلف عما نشتريه نحن – المساكين !!- من لحوم لا نعرف أصولها ...
فإذا مد أحدنا يده إلى طبق شوربة يقول : وماله !! اشرب يا فلان ولا يهمك ، ده أنا مشتريه ب 10 ريال مش زي ابو نصف ريال اللي بتشتروه أنتم ..
وإذا مد أحد يده إلى تفاحة قال: وماله !! كل يا فلان ومزمز فإنك لم تر هذا التفاح في حياتك في مصر ، ولن تراه هناك بعد أن تعود إليها .. كل ولا يهمك ، لا تظن أنني نادم لأني مشتريه لكم الكيلو ب 30 ريال ، مش خسارة فيكم ...
- مد ايدك يا .......... وتذوق هذا الخضار أنا جايب الكيلو منه ب 23 ريال علشان تشبعوا ...كل ولا يهمك
- حاسب يا......... السكين تعورك دي مش زي سكاكينكم المصدية اللي بتشتروها ، دي سكين حادة غالية جايبها ب 44 ريال من جدة
- اشرب يا....... ولا يهمك ، ده عصير مانجة أصلي ب 18 ريال ، اشرب ولا يهمك ، اشبع ولا تخجل
- خذ يا.......... تذوق الكبدة دي ، دي ب 40 ريال ، غير كبدة الشوارع اللي أنتم عايشين عليها ... كل ولا يهمك
....... وهكذا يظل الدكتور محمدين طوال الأكل يحكي لنا عن أسعار كل شيئ أمامنا حتى مفرش مائدة السفرة وتاريخ اقتنائه وقصة شرائه ..
فإذا انتهينا وذهبنا لنغسل أيدينا حكى لنا تاريخ الصابونة التي نستعملها وكيف تختلف – في سعرها- عن الصابون الرخيص الذي نقتنيه
يقول كل ذلك بجدية صارمة ولا يضحك مطلقا .... وإن كان في داخله يضحك ضحكا شديدا نحسه ولا نكاد نسمعه ...
ونلتقي غدا