مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

الشاعر الدكتور مصطفى رجب يكتب:نابليون أول مزيِّف للعملة

2024-04-28 21:24:54 -  تحديث:  2024-04-28 20:58:40 - 
الشاعر الدكتور مصطفى رجب يكتب:نابليون أول مزيِّف للعملة
الشاعر الدكتور مصطفي رجب

كل خصوم نابليون بونابارت يسمونه : "الامبراطور المزيَف" بفتح الياء، ولكنهم لم يكونوا يعلمون أنه "مزيِف" بكسر الياء! ...
كان المسيو "لال"، الحفّار الباريسي المشهور في عهد الامبراطور نابليون، جالسا في بيته الصغير ينظر إلى الرسوم التي حفرها بيده ويقلبها بين أصابعه بحنان، فإذا رجل لا يعرفه يدخل عليه ويضع أمامه رسمًا معقدًا طالبا منه أن يحفره له على نحاس حفرًا دقيقًا. وتأمل "لال" الرسم وسأل الزبون الجديد: ماذا يمثل هذا الرسم؟ فأجاب الرجل وهو يحدق البصر في محدثه: هذا لا يعنيك فقد أخذت هذا الرسم من كتاب قديم، وأرغب في الاحتفاظ به بعد أخذ نماذج عديدة منه. وهز "لال" رأسه، وانصرف الرجل ثم عاد بعد أيام وأخذ "الكليشيه"، وهناك راح يرقص من الفرح عندما وقع نظره عليه! ودفع الرجل للحفار مبلغا كبيرا وانصرف، على أنه عاد ثانية بعد أيام، وكان ذلك في أوائل سنة 1810، ودعا الحفار إلى الذهاب معه إلى المكتبة صاحبة الكتاب القديم المزعوم، ليوصيه هناك على عمل نحاسات جديدة.
وخرج "لال" مع الرجل، وبعد دقائق، وجد نفسه في دائرة البوليس السري! وهناك استقبله ضابط كبير من ضباط البوليس وحياه مبتسما ودعاه إلى الجلوس قائلا: أنا "ديمارين" وكيل وزير البوليس، دعوتك لأشركك في عمل وطني عظيم. ومد الضابط يده إلى درج مكتبه، وسحب منه رزمة من الأوراق المالية، ووضعها أمام عيني "لال" واستطرد قائلا: يا مسيو "لال"، هذه أوراق نقدية انجليزية، في وسعك أن تساعدنا على أن نصنع مثلها. لا تنظر إلى بدهشة! فالذي أقوله لك هو رغبة الإمبراطور نابليون نفسه.
وهكذا تحول الحفّار النزيه الأمين إلى مزيف نقود بأمر من الامبراطور! وظل المسيو "لال" مدة أربعة أعوام كاملة يصنع "كليشيهات" لطبع أوراق نقدية انجليزية ثم روسية ثم أسبانية ثم بروسية، وحدث فعلا ذلك الاضطراب الذي أراده نابليون، فوقعت الحكومات المعادية في ورطة أسفرت عن متاعب لا حد لها.
ولكن سر تلك الأوراق ظل مجهولا من الناس، ومرت الأعوام وتعاقب الملوك على عرش فرنسا إلى أن جاء نابوليون الثالث، فلما سقط بدوره، وجد أحد ضباط البوليس في درج من أدراج مكتب الإمبراطور بقصر "تويلري" ملفا يحوي مذكرات المسيو "لال"، ولولا هذا لما عرف أحد ذلك السر الذي ظل مكتوما أكثر من ستين سنة! 
إياك ....مرة ثاني أسمع حد يحسب " الخازوق " ده ضمن الأبطال !!!

مساحة إعلانية