مساحة إعلانية
الجاحظ أعظم منصف للمرأة في تراثنا العربي ، غير أن تراثه لا يطلع عليه مثقفو هذه الأيام الذين لا يكادون يقرأون إلا المتاح على الشاشات ، يقول الجاحظ في مقدمة كتاب له :
" ...ولسنا نقول ولا يقول أحد ممن يعقل: إن النساء فوق الرجال، أو دونهم بطبقة أو طبقتين، أو بأكثر، ولكنا رأينا ناساً يُزْرون عليهنَّ أشدَّ الزراية، ويحتقرونهن أشد الاحتقار، ويبخسونهن أكثر حقوقهن.
وإن من العجز أن يكون الرجل لا يستطيع توفير حقوق الآباء والأعمام إلا بأن ينكر حقوق الأمهات والأخوال. ولولا أن ناساً يفخرون بالجَلَد ، وانصراف النفس عن حب النساء، حتى جعلوا شدة حب الرجل لأَمَتِه [ خادمته] ، وزوجته ، وولده، دليلاً على الضعف، وباباً من الخور، لما تكلفنا كثيراً مما شرطناه في هذا الكتاب.. ونحن وإن رأينا أن فضل الرجل على المرأة، في جملة القول في الرجال والنساء، أكثر وأظهر، فليس ينبغي لنا أن نقصر في حقوق المرأة. وليس ينبغي لمن عظَّم حقوق الآباء أن يُصغِّر حقوقَ الأمهات، وكذلك الإخوة والأخوات، والبنون والبنات. وأنا وإن كنت أرى أن حق هذا أعظم فإن هذه أرحم..."
الله يرحمك يا عم الجاحظ ، يا أروع عقلية عربية