مساحة إعلانية
تعمل علي إكساب الطلاب مهارات عملية وتقنية تتناسب مع سوق العمل في عالم أكثر تكنولوجية
إيمان بدر
لا يتختلف اثنان علي أن مستقبل سوق العمل العالمي والعربي والمحلي يتجه بقوة نحو المهارات العملية والجدارات في المجالات التكنولوجية والتقنية، حيث أصبح أصحاب هذه القدرات هم الأكثر فرصًا والأعلي دخلاً، ومن ثم نصح رئيس الجمهورية الرئيس عبدالفتاح السيسي شخصيًا أبناءه بالاهتمام بدراسة هذه المجالات والتخصص فيها، كما اتخذت الدولة خطوات فعلية بإفتتاح نحو عشر جامعات تكنولوجية متخصصة ناهيك عن منح شهادة الاعتماد لجامعتين أهليتين، تقبل تلك الجامعات حملة الدبلومات الفنية في نفس تخصصات الكليات كما تقبل الحاصلين علي الثانوية العامة.
وبما إننا حاليًا نعيش أجواء تنسيق الدبلومات الفنية عقب إعلان نتائجها وفي إنتظار إعلان نتيجة الثانوية العامة، برزت بعض الآراء التي تطالب بأن يكون الالتحاق بالجامعات التكنولوجية قاصرًا علي حملة الدبلومات لأن فرصهم أقل في الجامعات الأكاديمية، بمعني أن أصحاب هذه الآراء لا يرغبون في أن يزاحم طالب الثانوية العامة زميله طالب الدبلوم لأن الأول لديه فرص أوسع في الجامعات الحكومية والخاصة التقليدية، بينما الحاصل علي دبلوم صنايع قسم تكنولوجيا ميكانيكية مثلاً ليس أمامه سوي هذا القسم بالجامعات التكنولوجية، التي يري هؤلاء أنها أنشات خصيصًا لحملة الدبلومات الفنية.
وفي محاولة للتعرف علي هذه الجامعات وشروط الالتحاق بها يؤكد المتخصصون في مجال تطوير التعليم الفني والتكنولوجي أن القائمة تضم جامعة مصر التكنولوجية الدولية بالقاهرة ونظيراتها في كلا من أسيوط والفيوم، وهناك أيضًا جامعة برج العرب وجامعة طيبة الجديدة وجامعة سمنود بالغربية وجامعة 6 اكتوبر التكنولوجية وجامعة شرق بورسعيد وجامعة بني سويف التكنولوجية، بالإضافة إلي كلية تكنولوجيا الصناعة والطاقة.
وعن أسباب الاهتمام بتلك الجامعات حاليًا سواء من الدولة أو من أولياء الأمور والطلاب، يوضح خبراء التعليم إنها تعد مسار موازي للجامعات التقليدية ولكنها تهتم بنسب تدريب عملي أكثر، وتعمل علي إكساب الطلاب مهارات تناسب طبيعة الأعمال المطلوبة في عالم أكثر تكنولوجية، ومن ثم تم إفتتاح أعداد كبيرة منها خلال فترة وجيزة، حيث تم إفتتاح 7 جامعات حكومية من إجمالي 10 خلال العام قبل الماضي فقط.
وعن المخاوف من مزاحمة حملة الثانوية العامة لزملائهم من الدبلومات يوضح المسئولين عن قطاع التعليم الفني بوزارة التربية والتعليم إن الجامعات التكنولوجية تقبل 80% من خريجي الثانوية الفنية و20% فقط من خريجي الثانوية العامة القسم العلمى، فيما تتراوح المجاميع من 60 إلي 80% حسب التخصصات، وأبرزها أقسام تكنولوجيا المعلومات وأمن الشبكات والذكاء الاصطناعى، وهناك أيضًا تخصصات مثل تكنولوجيا الطاقة الجديدة والمتجددة وتكنولوجيا الغاز والبترول وتكنولوجيا الأطراف الصناعية.
ومن علي أرض الواقع أكدت إحدي أولياء الأمور أن لديها 3 فتيات تخرجن من الجامعات التقليدية من خلال الدبلومات الفنية، وكان ذلك قبل ظهور الجامعات التكنولوجية، والآن أصبحت الفرص أوسع وأكثر تنوعاً، حيث قالت السيدة التي فضلت عدم ذكر إسمها إنها خافت علي بناتها من ضغوط الثانوية العامة والرعب الذي يصاحب الإعلان عن الدرجات وإحتمالات حرمان الطالب من تحقيق حلمه بسبب 1.%، علمًا بأنها لم تكن تخشي من مصاريف الدروس الخصوصية لأنها تعمل مديرة بأحد البنوك الحكومية، ولكن هناك أسر كثيرة لا تتحمل هذه النفقات، ومن ثم قررت مدام “ م” إلحاق بناتها بالدبلومات الفنية رغم حصولهن علي مجاميع كبيرة في الشهادة الاعدادية، وحاليًا لديها خريجة كلية تجارة والثانية خريجة هندسة والثالثة خريجة تربية قسم تعليم صناعى، ولو كان لديها إبن أو إبنة أصغر لألحقتها بالجامعات التكنولوجية.
ومن الواقع الفعلي إلي الواقع الافتراضي يبحث الطلاب بكثافة عن إجابة لتساؤلات من نوعية ما هو المسمي الوظيفي لخريج الجامعات النكتولوجية، وهل هو مهندس، فيجيبهم محرك البحث “ جوجل” بأنه ليس مهندسًا ولكن المسمي الوظيفي هو “ تكنولوجى”، في حين يذهب آخرون إلي سؤال أغرب وهو كم يتقاضي خريج الجامعة التكنولوجية وهو أمر لا يحتاج إلي السيد “جوجل” ولكنه يتوقف علي التخصص والموقع الذي سيعمل به الخريج ومستوي المهارات التي لديه وأعداد من يمتلكون نفس هذه الجدارات.