مساحة إعلانية
كتب: اسحاق روحي
منذ أن تم نشر فيديو الأم التي تقوم بجر طفليها وهي تغادر جنوب غزة الي شمالها ومواقع وقنوات التليفزيون تحتفي بها احتفاء غير مسبوق .. فالقضية ليس كونها قامت بجر طفليها فهذا منطقي كأم تتحمل فلذة كبدها ولكن القضية إن الأم شاهد حي علي جرائم الصهاينه الذين أجبروا المغادرين أن يسيروا علي الاقدام لسبب بسيط أنه لايوجد وقود كي تسير السيارات وتنقل المغادرين من الجنوب للشمال
احتفت حسابات مواقع التواصل الاجتماعي بالأم الغزاوية التي شوهدت وهي تجر عربتين بداخلهما طفليها والتي ظلت تجرهما لمسافة طويلة أثناء عملية النزوح في قطاع غزة.
ورغم أن الصورة كانت عرضية وليست مقصوده إلا ان هناك اشياء لو اقتطعتها من سياقها فهي تزداد قيمة
في هذا الاطار قال حساب الصحفي معتز عزايزة، الذي يملك نحو 5 ملايين متابع على إنستجرام إن الأم جرت العربتين لمدة خمس ساعات قطعت خلالها 14 كيلومترا وأرفق مقطعا يوثق ما حدث.
وتحت عنوان Super Mom أو الأم الخارقة انتشر المقطع خلال الساعات الماضية وأشاد مستخدمون لموقع أكس وفق ما يظهر في التعليقات المنشورة على المقطع بقوتها وصلابتها.
وكتب مستخدم: الأم هي الحضن الدافئ. الرحمة. التحمل. الصبر.
ورسم مستخدم صورة تعبيرية للأم تعكس مدى قوتها في التعامل مع الأزمة
لكن مستخدما آخر انتقد تعامل النازحين الآخرين معها إذا يظهر المقطع أنها كانت تسير بينما لا أحد يبذل أي جهد لمساعدتها ومع ذلك لا يعرف ما إذا كان ما قد حدث ذلك بالفعل إذ أن المقطع قصير ولا يظهر أي سياقات أخرى وحتي نحكم من ساعد ومن لم يساعد فإننا يجب رؤية الخمس ساعات كاملة
هذا الفيديو الذي انتشر شاهد عيان علي قسوة قلوب الصهاينه خاصة علي النساء والأطفال وما حدث في مستشفي الشفاء يتساوي والنزوح وتظل الأدله التي تؤكد إجرام نتنياهو تظهر كل يوم حتي يتم وضعها أمام العالم المتمدن.
لقد نزح عشرات الآلاف من الفلسطينيين خلال الأيام الماضية من الشمال الي الجنوب .. نزحوا مكسورين لكن قلوبهم حية تنبض ولا تلين فحتي الرضيع لديه قناعة أنه سيعود من الجنوب لأرضه وبيته في يوم ما قد يكون قريب
للأسف يتعرض قطاع غزة لقصف متواصل منذ أكثر من شهر وخضوعه لحصار كامل مما أدي لنزوح 1.6 مليون من سكانه البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة وفق الأمم المتحدة وإن كنا نشك في صحة هذه الأرقام.