مساحة إعلانية
كتب: مرتضي العمدة
نظّم المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الجلسة العلمية الثالثة ضمن فعاليات معسكر أبي بكر الصديق للطلاب الوافدين بمدينة الإسكندرية، تحت عنوان: "مصر.. عبقرية المكان والمكانة التاريخية والحضارية"، برعاية الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وبإشراف الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي، الأمين العام للمجلس، وبحضور الدكتور نجاح عبد الرحمن راجح، مدير مديرية أوقاف الإسكندرية. استُهلت الفعالية بتلاوة مباركة من آيات الذكر الحكيم، تلتها كلمة للأستاذ الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي، أكد فيها أن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية صرح فكري شامخ، يمد جسور التعارف والتواصل بين شعوب العالم عبر موسوعاته ومؤلفاته وترجماته المتعددة، التي تُبرز سماحة الإسلام ورسالة مصر المستنيرة. وأشار إلى أن تنظيم هذا المعسكر يأتي في إطار حرص وزارة الأوقاف والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية على تعزيز التواصل مع الطلاب الوافدين، وتفعيل البعد الأفريقي والآسيوي في رسالته التنويرية. وخلال كلمته، أكد اللواء أركان حرب حمدي لبيب، الخبير الاستراتيجي، خصوصية مصر الدينية والحضارية، ودورها التاريخي والمعاصر في حماية الدين والوطن ومواجهة الفكر المتطرف، مشيرًا إلى أن الأزهر الشريف كان ولا يزال منارة للعلم والوسطية، ينشر الفكر الرشيد ويفنّد دعاوى الغلو والتكفير. كما أوضح مكانة مصر في النصوص الشرعية وذاكرة الأمة، مستشهدًا بالآية الكريمة: {ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} [يوسف: 99]، وبيّن أن أرض الكنانة كانت مأوى للأنبياء والصالحين، وأن النبي ﷺ أوصى بأهلها خيرًا، فقال: «فإن لهم ذمةً ورحمًا». وأشار اللواء حمدي لبيب إلى الدور التاريخي والمعاصر لمصر في مواجهة التطرف، موضحًا تكامل جهود المؤسسات الدينية والأمنية والثقافية في تحصين المجتمع ضد الأفكار الهدامة من خلال التعليم والتوعية والخطاب الديني الرشيد الذي يعزز الانتماء الوطني ويرسخ قيم الوسطية والاعتدال. وأضاف أن الشخصية المصرية بطبعها متدينة، تميل إلى التسامح والاعتدال، وتنأى عن العنف والتشدد، كما أن حب المصريين العميق لوطنهم يجعلهم صفًّا واحدًا في مواجهة أي خطر يهدد أمن البلاد واستقرارها. ومن جانبه، عبّر الدكتور نجاح عبد الرحمن راجح عن سعادته بانعقاد هذه المحاضرة ضمن فعاليات المعسكر، مؤكدًا أن هذه الأنشطة تأتي في إطار نشر الوعي الديني والفكر الرشيد بين الطلاب الوافدين إلى مصر، بلد الأزهر والعلم والحضارة. وفي ختام الجلسة، قدّم الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية عددًا من الهدايا التذكارية للمشاركين تقديرًا لمساهمتهم الفاعلة، واختتمت الجلسة بفقرة إنشادية ومدائح نبوية.