مساحة إعلانية
خطة إخلاء جنوب لبنان بصفقة بين تل أبيب وطهران
تصريحات الرئيس الإيرانى الحالى تكشف مخطط بدء باستهداف إبراهيم
رئيسى ثم إسماعيل هنية مروراً باختراق الحزب واستدعاء الصراع السنى الشيعى من جديد
نظام الخومينى تخلى عن الحوثي وباع نصر الله بهدف توزيع الأدوار
الخطوة التالية فوز كامالا هاريس وإتمام الاتفاق النووي ثم تقسيم تورتة إعادة الإعمار حتى إشعار آخر.
لم نكن نضرب الودع حين توقعنا منذ بدأ أزمة غزة في السابع من أكتوبر الماضي أى منذ عام تقريباً، أن ما يحدث مجرد صفقة جديدة بين حكومة بنيامين نتنياهو الصهيونية المتطرفة وحركة حماس الراديكالية المتطرفة أيضاً بمباركة ورعاية النظام الإيراني الشيعى المتطرف الآخر، ذلك لأن تجار الدين دائماً ما يجدون لغة للتفاهم فيما بينهم تجمعهم أفكار العنصرية والتطرف والاستعلاء القائم على مبدأ ابليس الشيطانى ( أنا خير منه) فتجد الصهيوني يقول نحن شعب الله المختار وماعدانا هم الاغيار والاخوانى يقول اللهم توفنى على الإخوان والشيعى يكفر السلفى والسلفى يكفر الشيعى، وكلهم في النهاية يتاجرون بالشعارات الدينية لصالح اطماعهم السياسية السلطوية، وفي هذا السياق لم يكن غريباً أن يعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن شخصياً وعلى الملأ أن ما فعلته حماس يوم السابع من أكتوبر هو السبب في تدمير قطاع غزة واستهداف الضفة وبالارقام إذا كانت حماس قد قتلت في يوم الطوفان المزعوم ١٢٠٠ إسرائيلي فقد قتلت دولة الاحتلال أكثر من ٤٥ ألف شهيد فلسطيني حتى كتابة هذه السطور.
ولكى يحفظ نتنياهو ماء وجهه أمام شعبه الذي لم يكتفي بهذا العدد على سبيل الثأر لأنهم يرون أن الواحد منهم بألف منا، كان لابد من التضحية برؤوس كبيرة ليس فقط داخل حركة حماس ولكن في حزب الله اللبناني الموالى لإيران بل وفي قلب طهران نفسها، ردا على ( بمب العيد) الذي يضربه حزب الله على شمال إسرائيل وأدى إلى نزوح بعض الإسرائيليين من القرى المتاخمة للحدود، ومن ثم كان لابد من تفريغ الجنوب اللبناني حتى يعيش الإسرائيلي المتدلع براحته في مستوطنات بناها بصفقات سابقة مع سماحة السيد ومع حركة حماس وكلاهما لا يجيد إلا استهداف الجيش المصري في سيناء ثم يعود ويستنجد بنفس الجيش ليحارب بدلاً منه ونيابة عنه، وحتى يتحقق لنتنياهو هذا الهدف ويتم احتلال جنوب لبنان بدأت الخطة بأن قدمت لهم إيران رأس اسماعيل هنيه رئيس حركة حماس الراحل على طبق من ذهب وعلى طريقة عروض الاون لاين حصدوا معه رأس فؤاد شكر القيادى بحزب الله، ليبقى السؤال هو إذا كانت تب أبيب تستطيع الوصول إلى هنية في غرفة نومه بل واستطاعت فيما بعد اختراق أجهزة اتصال ( البيجر) التى يستخدمها قيادات حزب الله لتصل إلى كل منهم ربما في ( بيت الراحة)، فكيف لا تتمكن حتى الآن من تحرير رهائن تتركهم ليكونوا ( مسمار جحا) لمزيد من التخريب وتحقيق مزيد من الخطوات والاقتحامات لجيش الاحتلال في قلب الأراضي العربية المنكوبة، علما بأن تلك الصفقة لم تبدأ باغتيال هنية ولكن منذ استهداف طائرة الرئيس الإيراني الراحل ابراهيم رئيسى وإسقاطها ليأتى رئيس جديد يبدأ عهده بالتضحية بهنية إبان احتفالات تنصيبه ثم يواصل تقديم أوراق اعتماده بإعادة استدعاء الصراع السنى الشيعى من جديد بدون مبرر في مغازلة واضحة لواشنطن أنه قادر على إشعال المنطقة لصالح تحقيق أهداف الصهيونية العالمية وقتما يريدون، ويستكمل المغازلة بتصريح جديد أعلن فيه أن بلاده لا تسعى للحرب مع إسرائيل بل ومستعدة لأن تضع سلاحها جانباً إذا فعلت تل أبيب، مشددا على أن نصر الله لا يستطيع محاربة جيش الاحتلال والأدهى أن الحوثيين ليسوا تحت سيطرة بلاده ولكنهم متطرفون تحركهم أفكارهم، وكأنه باختصار يفتح الباب أمام دبابات نتنياهو لتقتحم جنوب لبنان كما اجتاحت غزة ولطائرات جيش الاحتلال لكى تضرب اليمن، وبذلك تكون قد حققت طموحات العودة إلى كل الدول التى طرد منها اليهود قديمًا، ومن يقرأ التاريخ القديم يعلم ماذا بين اليهود والفرس من علاقات مصالح متبادلة ولكن آفة شعوبنا أنهم لا يقرأون وإذا قرأوا ينسون.
وعلى خلفية ذلك نفذ الرئيس الإيراني دوره في اللعبة والذي يبدو أنه مخالفاً لتوجهات مرشده على خامنئي المتطرفة ولكنها بشكل عام لعبة توزيع أدوار، لأن التطرف خلال المرحلة القادمة سيوجه إلى إعادة التحرش ببعض الدول العربية على سبيل أحياء الصراع التكفيري السنى الشيعى، أما عن المقابل الذي ينتظره أحفاد الإمبراطورية الفارسية الحالمون باستعادة أمجادها فهو استكمال الاتفاق النووي الإيراني وهو أمر بات ضرورياً وإلا سيصبح حبر على ورق خلال عام ٢٠٢٥، وليست الانتخابات الأمريكية ببعيدة عن ذلك لأن جميع استطلاعات الرأي والخبراء السياسيون بل وحتى المنجمون يؤكدون على فوز كامالا هاريس لأنه منوط بها استكمال الاتفاق النووي مع إيران، ثم تبدأ بعد ذلك مرحلة جديدة من الصراع في المنطقة ذات طابع مذهبى يتعلق كما أشرنا بالصراع السنى الشيعى وآخر اقتصادى يتمثل في توزيع تورتة إعادة إعمار قطاع غزة وجنوب لبنان، ويجد نتنياهو الفرصة سانحة ليس فقط للنجاة من الإقالة والمحاكمة ولكن ليعيد ترشيح نفسه لرئاسة الحكومة الصهيونية القادمة، وربما يكون دوره قد انتهى ليأتى من هو أكثر منه تطرفا ويعيد إشعال الحرب بعد تحقيق خروج امن لرئيس الحكومة الإسرائيلية الحالى.