مساحة إعلانية
- هل يلعب العرب بورقة الغاز الطبيعي كما حدث في أكتوبر ٧٣.
- التقارب مع الدوحة في هذا التوقيت ضرورة لأنها مقر إقامة قيادات حماس
والعاصمة العربية الأقرب إلى تل أبيب وطهران وحماس.
تعد زيارة الشيخ تميم بن حمد أمير دولة قطر إلى القاهرة في هذا التوقيت زيارة مفصلية بمعنى الكلمة، علما بأنه كان قد أتى إلى القاهرة قبل أسابيع قليلة وشارك في مؤتمر القاهرة للسلام الذى عقد بالعاصمة الإدارية الجديدة وقيل وقتها أنه غادر القمة غاضباً لأسباب غير معروفة وهو ما نفته رئاسة الجمهورية المصرية ونفته السفارة القطرية بالقاهرة، وأثبت الرجل شخصياً عدم صحة ذلك بحضوره إلى القاهرة بنفسه ولقاءه بالرئيس المصري الذى حرص على أن يكون في استقباله ووداعه بالمطار، بالرغم من أن الزعيمين على موعد مع لقاء آخر عقب قمة القاهره حيث تمت دعوتهما لحضور اجتماع القادة العرب في العاصمة السعودية الرياض المنعقد لمناقشة الأوضاع في غزة، وهى القضية التى كانت حاضرة بقوة في مباحثات السيسي وبن حمد من ناحية وأيضاً على أجندة القمة السعودية الأفريقية التى انعقدت في الرياض أيضاً بالتزامن مع زيارة تميم للقاهرة.
على خلفية ما سبق تصبح الحقيقة الواضحة والمستخلصة من كل الأحداث الأخيرة هى ثمة تنسيق بين القاهرة وممالك النفط الخليجية، للوصول إلى حل أو تسوية للوضع الملتهب في غزة وربما للقضية الفلسطينية بشكل عام.
وبتحليل مصطلح ( ممالك النفط الخليجية) نتذكر أن هؤلاء من أشهروا سلاح البترول في وجه الصهيونية العالمية إبان حرب اكتوبر ١٩٧٣، وقتما شاركوا في معركة العزة والكرامة رافعين شعار ( البترول العربى ليس أغلى من الدم العربى) وليس العرب فقط بل الأفارقة أيضاً دعموا مصر في حربها بالبترول حيث لا ننسى موقف الجزائر على سبيل المثال، وفي هذا السياق تتواصل الاجتماعات بين قادة الدول العربية والإفريقية لأن هؤلاء يملكون النفط والغاز الطبيعي والأخير هو شريان الحياة الاقتصادية حالياً على مستوى العالم، وتبرز هنا أهمية قطر تحديداً بوصفها الدولة الأكثر ثراءا من ناحية الغاز الطبيعي بينما يتعاظم دور مصر الدولة القائدة لمنظمة أوبك للغاز الطبيعي ومؤسسة تجمع دول شرق المتوسط المنتجة للغاز الطبيعي والذى تم تمديد حدودها لتصل إلى الجزائر غربا لتصبح مسئولة عن غاز البحر المتوسط بشكل عام، وتضم من بين دولها إسرائيل أيضاً.
وعلى ذكر إسرائيل وإذا كانت مصر قد وقعت معها اتفاقية سلام قبل ما يقرب من نصف قرن ولكن على أرض الواقع أكثر الدول العربية تقاربا مع تل أبيب وواشنطن هى قطر، حيث يوجد بها أكبر قاعدة أمريكية كما أنها أول دولة خليجية أقامت علاقات تجارية مع إسرائيل ولديها مكاتب لتمثيل المصالح الإسرائيلية، وبالرغم من هذا التقارب مع إسرائيل تقيم غالبية قيادات حركة حماس في الدوحة والتى تربطها أيضاً علاقات استراتيجية قوية مع النظام الإيراني الداعم بقوة لحركة حماس.
ومن المفارقات التي لا تحدث بالصدفة أن يخرج علينا وزير الخارجية الأمريكي انطونى بلينكين ليعلن ربما لأول مرة منذ اندلاع الأزمة أن بلاده تدرس تفعيل حل الدولتين لإنهاء القضية الفلسطينية وحقن ما تبقى من الدماء، لتبرز علامات استفهام حول أسباب صدور هذا التصريح بالتزامن مع تقارب القاهره والدوحة بشكل خاص وانعقاد قمتين متتاليتين في الرياض بشكل عام خاصةً وأن قمة يوم الجمعة ضمت الدول الأفريقية بينما خصص اجتماع صباح السبت للدول العربية وبعضها أفريقي أيضاً وفي مقدمتها مصر.