مساحة إعلانية
- ليست مصادفة أن يزور السيسي الرياض ثم يستقبل الرئيس الاماراتي في هذا التوقيت.
- تقارير صحفية أمريكية تستخدم لأول مرة مصطلح ( ما بعد الحرب) ومؤشرات صفقة القرن الجديدة تتسرب بهدف جس النبض.
-التقارب المصري الإيرانى لا ينفصل عن التنسيق مع دول الخليج لإعادة ترتيب الأوراق في المنطقة.
-الخريطة السياسية تنعكس على الأوضاع الاقتصادية من سوق النفط والغاز الطبيعي إلى حركة الملاحة وبيزنس الموانئ البحرية.
لم يعد خافيا على أحد أن المعلومات الاستخباراتية هى من ترسم خريطة تحركات قادة العالم، في هذه الأوقات العصيبة من عمر كوكب الأرض، والتى تعج بالحروب والصراعات المعلوماتية والتكنولوجية والاقتصادية والتى تفوق أهميتها وخطورتها المواجهات العسكرية المسلحة، ومن ثم حين يكون القائد المصري هو في الأساس رجل مخابرات تتجمع لديه المعلومات فلا مجال للشك في أن خريطة زياراته و لقاءاته لا تأتى من قبل الصدفة، وانما وفقاً لاستراتيجية دبلوماسية أثبتت نجاح حقيقى فى الإدارة المصرية لكل الملفات الشائكة في المنطقة والعالم.
وعلى خلفية ذلك كان تحركه لزبارة العاصمة السعودية الرياض ولقاءه مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان شخصياً وولى عهد الأمير محمد بن سلمان ثم عودته إلى مصر ليلتقى بالشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة بعد ساعات قليلة، في خطوة استبقت الاجتماع الثلاثى الأخطر في ملف الشرق الأوسط وهو الذي جمع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع رئيس الوزراء البريطاني الأسبق تونى بلير وأيضاً جاريد كوشنر صهر ترامب المقرب من تل أبيب ومبعوثه السابق للشرق الأوسط والمسئول عن صققة القرن التى طرحت إبان فترة رئاسة ترامب الأولى، أما بلير ههو لمن لا يعرف مهندس التحالف الأمريكي البريطاني لضرب العراق في أواخر القرن الماضي وميوله الصهيونية لا تخفى على أحد، ومن ثم لم يكن غريباً أن يعقب هذا الاجتماع الثلاثى لقاء آخر في العاصمة الأمريكية واشنطن أيضاً جمع بين وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ونظيره الإسرائيلي جدعون ساعر.
والجدير بالذكر هنا أن تقارير صحفية أمريكية تناولت اجتماع ترامب مع بلير وكوشنر أوردت المرة الأولى مصطلح مناقشة ما بعد الحرب على غزة، وهو ما يعني أن الأمور اقتربت من أن تضع الحرب أوزارها، ولعل ظهور هذا المصطلح يأتى على سبيل جس النبض لجميع الأطراف حيث خرج الوزير الإسرائيلي المتطرف بن غفير ليرد بشكل غير مباشر داعياً إلى منع وصول المساعدات إلى غزة بل والقيام بعملية عسكرية تعيد إشعال الأمور.
هذه الحالة من الشد والجذب والتأرجح ما بين إنهاء الحرب والاستعداد لما بعدها من ناحية والدعوات المتطرفة للنفخ في نيرانها من ناحية أخرى كان من الأهمية أن يستبقها العرب بلقاءات تنسيقية حتى لا تغيب الدول العربية الكبرى عن المشهد السياسي العالمى.
وفي هذا السياق تبرز علامات حول الانعكاسات الاقتصادية لهذه الظروف المحيطة والصراعات الجيوسياسية في المنطقة حيث ألقت الحرب في غزة ظلالها على أسعار النفط والغاز الطبيعي من ناحية وايرادات قناة السويس من ناحية أخرى وانعكست على نشاط السياحة مثلما تأثرت حركة الملاحة لأن العالم أصبح قرية صغيرة ومنطقة الشرق الأوسط تحديداً لا يمكن أن تفصل بين قناة السويس وبين أزمات غزة وسوريا ولبنان ولا بين أمن الخليج وعلاقات السعودية والإمارات تحديداً مع إيران وبين العقوبات الأمريكية المفروضة على الأخيرة وانعكاسات غلق مضيق هرمز أو التلويح بذلك على حركة الملاحة البحرية وتصدير مصادر الطاقة إلى العالم أجمع بما يرسم خريطة الاقتصاد والصناعة والتجارة الإقليمية والدولية.
وعلى ذكر إيران يتبلور هنا الدور المصري وأهمية التقارب الحادث مؤخراً بين القاهرة وطهران وانعكاساته على التنسيق بين الدول العربية والإسلامية خاصةً بعد تعزيز العلاقات المصرية مع تركيا أيضاً لأنه لا يمكن إنكار حقيقة أن إيران وتركيا من الأقطاب الإقليمية التى تلعب كلا منهما أدواراً قوية في مسألة توازن القوى والنفوذ في المنطقة والعالم، وبالتالي يتعين أن تكون القاهرة عاصمة القرار الإقليمي حاضرة بقوة وبشكل فعال في هذا المشهد الذي تؤكد المؤشرات أنه يقترب من تقديم خريطة جديدة لبؤر النفوذ في العالم وربما تفرز الأمور نظام عالمى جديد.