مساحة إعلانية
حين كانت الحرب.. كنا مقاتلين وكان السلام فكنا له مبادرين.. لم نخذل أمتنا العربية ولن نخذلها أبداً.. «الرئيس عبدالفتاح السيسى»
●● يجب أن نعترف أن الإعلام العربي يحتل مرتبة متدنية في خريطة الإعلام العالمية ولن أتحدث هنا عن إن معطيات الإعلام العالمي يختلف عما نتحاكاه نحن.. نعترف أن مساحة الحرية في الإعلام الغربي مفتوحة بلا حدود بينما نحن نتحرك في حدود ولكني لا أتحدث هنا عن ذلك.
●● فمثلاً ما هي القيود الموضوعة علي الإعلام الرياضي أو الاقتصادى.. فلماذا لم تحتل مرتبة متقدمة في الإعلام الاقتصادي أو الرياضي بل أن الجوائز العالمية في كرة القدم تعطيها المؤسسات الإعلامية وهي من تختار أفضل لاعب في العالم وأفضل حارس مرمي وأفضل مهاجم نفس الأمر في الاقتصاد بل أن مؤسساتنا تقيم الأفراح والليالي الملاح حين تحصل علي شهادة أن مجلة ما قامت باختيارها أو وضعها علي الغلاف وكأن هذا هو أقصي الطموح الذي تسعي إليه مؤسساتنا في الوطن العربي.
●● أنا لا أتحدث عن مصر ولكن أتحدث عن العالم العربي بل وكل ناطق بالعربية المثال الأحدث والذي يعرفه القاصي والداني هو ما يحدث في الاراضي الفلسطينية من دولة الاحتلال فبدون فلسفة وكلمات رنانة لقد استطاع الإعلام الغربي أن يجعل المحتل الإسرائيلي يصول ويجول ويرتكب جرائم حرب واضحة للجميع ورغم ذلك يحصلون علي التعاطف من كل دول العالم غير الناطقة بالعربية.
●● استطاع الإعلام أن يجعل الرئيس الأمريكي جوبا بايدن يقول إن حماس قامت بذبح الأطفال بدم بارد ولا يتحقق من المعلومة ولكن الإعلام الغربي جعل المنتصر مهزوماً والمنكسر منتصراً.
●● هل يشك أحد من العرب أن إسرائيل ترتكب كافة أنواع الجرائم من عام ١٩٤٨ وحتي كتابة هذه السطور.. من يشك لابد أن يذهب إلي الطبيب فوراً كي يكشف علي قواه العقلية.
من يشك لحظة أن ذابح الأطفال هو الاحتلال الصهيوني فليعود ليقرأ التاريخ جيداً ويبحث في مذبحة بحر البقر وصبرا وشاتيلا.
●● لقد قرأت وتابعت الإعلام الغربي منذ بدء عملية طوفان الأقصي ولولا أنني إعلامي واعي تماماً ما يحاك وكيف يحاك لتعاطفت مع دولة الكيان الصهيوني فماذا عن غير المتخصص في الإعلام مؤكد سيري فلسطين هي التي يجب أن تباد وإسرائيل يجب أن تكرم.
●● لقد قلب الإعلام الموازين فحول الوحش إلي حمل وديع وحول الحمل الوديع إلي ذئب مفترس.
لقد وصل الأمر بهم إلي تزييف الصور وليس الحقائق فقط فتبحث عن هذه الصور فتجدها بعيدة كل البعد عن أحداث غزة.
●● الإعلام الغربي هو الذي حول القضية لصالح الكيان الصهيوني.. وجعل جوبا بايدن يري أنه لن يتخلي عن إسرائيل أبداً وجعل أنتوني بلينكن يقول جئتكم كيهودياً وليس كسياسي والميزانية مفتوحة إلي الأبد.
هو -أي الإعلام- من جعل بريطانيا ترسل سفينتين حربيتين مجهزتين لدعم إسرائيل وجعل ألمانيا ترسل طائرتين حرببيتين مسيرتين كي يتم استخدامها في الحرب ضد شعب ليس لديه واحد في المائة من تسليح دولة الاحتلال.
وهو بالطبع وليس غيره الذي جعل حاملة الطائرات الأمريكية تذهب للشواطئ الإسرائيلية لتتدخل في أي توقيت فيه تهديد لسلامة دولة الاحتلال.
●● أنهم يكيلون بمكيالين فكل الشعارات والمبادئ وحقوق الإنسان يطبقها الغرب ولكن لا تطبق علي دولة الكيان الهصيوني.
●● الغرب يتلاعب بالجميع وأدواته الناجحة هي الإعلام وهذا الإعلام يريد أن يؤجج صراعاً بين فلسطين المحتلة ودول الجوار العربية وبالتالي لعب بورقة الممر الآمن وتوطين الفلسطينين في سيناء وكان الرد واضح وجلي من الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي لم يكتف بالرد علي هذه المهاترات ولكنه وجه رسالة قاسية للعالم لن يعيها إلا إذا عمل لغة العقل.
الرئيس السيسي كان واضحاً حيث قال بالنص:
أوجه حديثي إليكم، وإلي كل شعوب الأرض بكلمات واضحة، وعبارات لا تحتمل تأويلًا.. إن حكم التاريخ وقواعد الجغرافيا قد صاغوا ميثاق الشرف العربي في وجدان الضمير المصري ما جعل مصر دائمًا وأبدًا في صدارة الدفاع عن الأمة العربية مقدمة الدماء والتضحيات، باذلة كل ما تملك من أجـل الحــق العربي المشــروع حين كانت الحرب فكنا مقاتلين وكان السلام فكنا له مبادرين لم نخذل أمتنا العربية، ولن نخذلها أبدًا واليوم ونحن في قلب تطورات شديدة الخطورة، وسعي دؤوب من أطراف متعددة للحيد بالقضية الفلسطينية عن مسارها الساعي لإقرار السلام القائم علي العدل وعلي مبادئ "أوسلو"، والمبادرة العربية للسـلام، ومقـررات الشـرعية الدوليـة.. إلي تصعيد ينحرف عن هذا المسار، وإلي صراعات صفرية لا منتصر فيها ولا مهزوم، صراعات تخل بمبادئ القانون الدولي والإنساني، وتخالف مبادئ الأديان والأخلاق.
وإدراكًا مني، ويقينًا بأن كل صراع لا يؤول إلي السلام، هو عبث لا يعول عليه؛ فإنني أدعو كافة الأطراف إلي إعلاء لغة العقل والحكمة، والالتزام بأقصي درجات ضبط النفس، وإخراج المدنيين والأطفال والنساء، من دائرة الانتقام الغاشم، والعودة فورًا للمسار التفاوضي، تجنبًا لحرائق ستشتعل فلـن تتـرك قاصـيًا أو دانيًا إلا وأحرقته مع استعداد مصر أن تسخر كل قدراتها وجهودها للوساطة، وبالتنسيق مع كافة الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة دون قيد أو شرط.
هذه الرسالة كان يجب أن تصل لكل غربي عن طريق الإعلام حتي يعرف العالم كله أن فلسطين في القلب ومصر تسري في الدم.. فمصر أحرص الدول علي حق الشعب الفلسطيني ومنذ الأربعينيات ومصر تدفع ثمناً غالياً من أجل فلسطين فهي حاضرة مع الشعب المصري في كل وقت وكل حين.
أين الإعلام الغربي من كلمة أكبر رئيس دولة عربية رئيس مصر الذي كان أول من بادر لإنقاذ الشعب الفلسطنيي بل لأنه رجل عسكري يعلم تماماً ما يحدث والخسائر علي الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي طالب الجميع بإعلاء لغة العقل والحكمة ولكن الغرب لا يعرف العقل ولا يعرف الحكمة وإنما لا يعرف سوي الحيد عن الشرعية والمبادئ الإنسانية.
●● الدور الآن علي الإعلام العربي لفضح ما يقوم به الغرب.. الإعلام هو رمانة الميزانة وهو الذي سيكتب بواسطته التاريخ.
إن الحكومات والأنظمة لها دورها في مسار القضية الفلسطينية ولكن للإعلام أيضاً دور في إيصال الحقيقة للمواطن كي يعرف الغرب بوجهه القبيح وأنه لولا الإعلام الغربي لسقطت كثير من دول الغرب ولكانت إسرائيل الآن كيان مجهول يعمل في الظلام.
وكما قال الرئيس السيسي حين كانت الحرب كنا مقاتلين وكان السلام فكنا له مبادرين.. لم نخذل أمتنا العربية ولن نخذلها أبداً.