مساحة إعلانية
إيمان بدر تكتب
أسرار تكريم الرئيس السيسي لسلطان البهرة وسر دعوته إلي القاهرة في هذا التوقيت
❐ تحمل رسائل إلي دول المنطقة والعالم وردع لتيارات متطرفة في الداخل والخارج
❐ حقيقة عودة سياحة العتبات علي أرضية اقتصادية بعيداً عن الصراعات السياسية
شارك السلطان مفضل سيف الدين سلطان طائفة البهرة في افتتاح مسجد السيدة نفيسة بعد أعمال تجديده بمساهمة من طائفة البهرة، كما منحه الرئيس عبد الفتاح السيسي وسام النيل تقديراً لجهود الطائفة في ترميم مساجد آل البيت ومشاركاتها في الأعمال الخيرية)، لا يمكن أن يمر هذا الخبر مرور الكرام خاصةً لمن يعرف أن هذه الطائفة سبق وأن تبرعت لصندوق تحيا مصر في بدايات عهد الرئيس السيسى، وللتعرف علي البهرة يقول خبراء الشئون المذهبية الإسلامية أنها طائفة من الشيعة تابعة لأمامة أحمد المستعلي الفاطمى، الذي دخل في مواجهة مع أخيه نزار المصطفي لدين الله بعد وفاة والدهما الخليفة الفاطمي المستنصر بالله عام ١٠٩٤، وكانوا متمركزين في مصر حتي انهزموا مع هزيمة الدولة الفاطمية علي يد صلاح الدين الايوبي الذي طردهم من مصر وبدأ عهد الدولة الأيوبية.
وبعد خروجهم من مصر انتشروا في عدة دول أبرزها اليمن والهند وباكستان، حتي تم نقل مركزهم من اليمن إلي مدينة بومباي بالهند.
وفي عهد الزعيم الخالد جمال عبد الناصر في ظل سيطرة الدولة المدنية الوطنية في مواجهة المذهبية العرقية واختفاء التعصب الديني لصالح الانتماء القومى، عاد بعض البهرة المصريين إلي وطنهم في الستينات حيث اشتغلوا بالتجارة وحققوا ثروات، ولكن مع انتشار الفكر السلفي المتعصب وصعود المد الإخواني والميول الوهابية عادت أعدادهم إلي التقلص ولم يبقي منهم إلا طائفة مكونة من ٧٥٠ فرد فقط.
ولأن الرئيس السيسي أخذ علي عاتقه منذ بداية عهده إحياء مبادئ المواطنة والمساواة ونبذ التمييز المذهبي والقضاء علي التعصب بكافة صوره، كان التقارب ليس فقط مع بعض الأقليات الدينية والعرقية ولكن مع دولة مثل الهند التي تحتضن البهرة ليس فقط لتقدمها الاقتصادي والتكنولوجي ولكن لكونها دولة صاحبة تجربة فريدة في التعايش والتجانس بين الديانات السماوية والغير سماوية والطوائف الدينية بما يشبه الفسيفساء الخزفية الجميلة، وكأن السيسي بهذا الموقف يوجه رسالة لبعض دول في المنطقة تعلي راية المذهبية والتكفير وبعض التيارات التي تتاجر بصراعات تاريخية سياسية لا تستحق أن تدفع ثمنها الأجيال الحالية والقادمة.
تلك الرسالة مفادها أن مصر الآن دولة منفتحة علي جميع الطوائف والمذاهب والأديان، ترحب بمن يمد يد البناء ويدعم التنوع الثقافي والحضاري الذي هو مصدر قوة الشعوب الكامنة في اختلافها بنص القرآن الكريم ( ولو شاء ربك لجعلهم أمة واحدة ولا يزالون مختلفين).
وعلي الصعيد الاقتصادي شاركت طائفة البهرة في ترميم عدة مساجد واضرحة لآل البيت من بينها مسجد الحسين والسيدة زينب والسيدة رقية ومسجد الاقمر ومسجد الحاكم بأمر الله الفاطمي ليس فقط ليقيم اتباعهم الصلاة فيها، ولكن لإحياء السياحة الدينية وسياحة العتبات داخلياً واقليمياً، وهو ما يحوي بين السطور رسالة ردع لتيارات ظلت تحارب فكرة الصلاة في الأضرحة بل وتحمل السلاح وتسفك الدماء لتمنع ذلك والآن بعد نجاح الدولة المصرية في دحر هذا الفكر المتطرف والقضاء علي تنظيماته المسلحة باتت حرية التعبد وحرية الاعتقاد وحرية التعبير متاحة للجميع، وهي رسالة موجهة أيضاً إلي دول إقليمية تسعي لاستغلال أضرحة آل البيت للتدخل سياسيا في شئون الدولة المصرية التي تحافظ علي الشعرة الفاصلة بين قبول الآخر والانفتاح علي الجميع وإتاحة الحريات وبين المتاجرة بالأديان والمقدسات لتحقيق أهداف سياسية أو مآرب ضد مصلحة الدولة الوطنية.